دردشة رمضانية زاوية تطالعونها خلال شهر رمضان المبارك على موقع “الكوليماتور” نستضيف من خلالها عدداً من الشخصيات الثقافية و الفنية المعروفة، نتعرف من خلالها على أذواقهم ونشاطاتهم خلال هذا الشهر الفضيل. يسرنا في زاوية اليوم أن نستقبل فنان الملحون وعازف العود المتميز جمال الدين بنحدو .
ماذا يعني لك شهر رمضان؟
أعرف عن نفسي ويعرف عني المقربين مني أني من أعداء الاعتياد لا رووتينيبحيث دائم التغيير والتبديل في عملي وابداعاتي وحتى سكني بل دائم التجديد حتى على مستوى أفكاري ومعتقداتي، ويحضرني نعث أحدهم لي بالطائر الحر، هذا ما يحققه لي رمضان من تغيير على المستوى اليومي بحيث أصوم النهار وأقتات بالليل مما يدخل على نفسي سعادة و فرحا تثير الاستغراب لذا من التقي بهم خلال النهار الى درجة انهم يشكون اني صائم، لا يهم فاني أصوم لمن خلقني الذي قال الصوم لي و انا اجزي به.
هل رمضان يعني لك تراجع في حيويتك المعتادة؟
بل العكس تزيد حيويتي ويزيد عطائي وحتى على مستوى الإنتاج الادبي والفني بحيث يقل نومي بشكل واضح فلا أنام الا ساعات قليلة خلال النهار أما الليل فهو لقاء عائلي وأكل جماعي وسمر مع الاصحاب والاحباب وعروض فنية أو إبداع موسيقي أو أدبي بالنسبة لهذه السنة فقد كتبت قصيدة ملحونية بمناسبة عيد الفطر عنوانها “عيد الفطر” ووقعت اتفاقا مع احدى الدور العالمية لإصدار كتاب جديد عنوانه “أدوات تحليل النص الموسيقي” يساعد على فهم النص الموسيقي بحيث يجعل المتخصصين يدركون أن الموسيقى لغة عالمية يمكن التعبير بها على جميع الاحاسيس البشرية وليس فقط ترانيم وتنغيم في فضاء العبث. فيكون جوابي على هذا السؤال هو ان حيويتي تزيد على المعتاد.
ما هو طبقك المفضل خلال هذا الشهر؟
رغم تغيير وتنويع الاطباق الرمضانية فتجدني ألتزم لجميع أيامه بتلك الشربة الدافئة وبعدها مباشرة ببيضة مسلوقة مغلفة في الكامون (هادو مايحيدهومش الطبيب) فثلاثين يوما تعني ثلاثين قدرا من الشربة التي قد تتغير من حريرة مغربية اصيلة أو شربة خضر أو شربة سمك وكذلك ثلاثين بيضة مسلوقة من النوع البلدي. اما غير ذلك فلا يهم.
ما هو وقتك المفضل خلال يوم الصيام؟
وقتي المفضل هو تلك النصف ساعة التي تسبق أذان الفطر حيث تخالجني احاسيس حقيقية حزينة و سارة في ٱن واحد. الحزينة هي التي اذكر فيها الذين يصومون على الدوام أولئك الذين يعانون من ويلات الحروب في جميع المعمور، مهما كانت انتماأتهم الدينية والأيديولوجية فهم في الأول والأخير بشر مثلنا لهم نفس الاحاسيس والاحتياجات البيولوجية، اما الاحاسيس السارة فإني احس بفرحة الصائم حين يتم صيآمه بالكمال و التمام، فأتذكر تلك الفرحة الغامرة لما صمت اول يوم في حياتي مع العلم أني كنت لازلت صبيا أي لم ارشد بعد، ففرح بي أبي و أمي وجداتي بوضع “خاتم نقرة” في لساني و أشربوني الحليب تحت زغاريد الوالدة رحم الله الجميع، كما أتوضأ و أجدد اللقاء مع خالقي و أشكر نعمته و ادعو لهذا الوطن الحبيب بالأمن و الأمان و السلم و السلام. والسلام على “الكوليماتور” معشوقة المبدع أينما كان.