دردشة رمضانية زاوية تطالعونها خلال شهر رمضان المبارك على موقع “الكوليماتور” نستضيف من خلالها عدداً من الشخصيات الثقافية و الفنية المعروفة، نتعرف من خلالها على مسيرتهم واهتماماتهم وبرامجهم خلال الشهر الفضيل. يسرنا في زاوية اليوم أن نستقبل القاص و الإعلامي المتميز ابراهيم زرقاني.
ماذا يعني لك شهر رمضان؟
رمضان هو الشهر الوحيد الذي يظل راسخا في الذاكرة، لأنه زمن اسثنائي. في هذا الشهر تدخل إلى طقس جماعي بحيث يتم بشكل طبيعي خضوعنا لبرنامج حياة أخرى. إذ تتميز بنوع من التحدي للذات وتطويعها داخل نسق من الممنوعات والتي تصبح مثل امتحان للصبر والمقاومة. رمضان هو لحظة ثورة على الذات، فيتحول نهارها إلى ليلها. فبغض النظر عن الجانب الروحاني هناك طقس آخر واختبار للنفس التي تشتهي ولا تنال ماتشتهي. عليها أن تنتظر داخل مساحة زمنية محددة. وهذا درس كبير في الإنتظار. بالإضافة إلى هذا يشكل بالنسبة لي رمضان لحظة للتأمل ونوع من التوقف الاضطراري لكي ننظر حولنا ونسائل وننصت لأنفسنا.
هل رمضان يعني لك نقص في حيويتك المعتادة ؟
بعض الشيء، خاصة في الأيام الأولى. لكن هذا لايعني أن الإيقاع يتغير. هناك نوع من التكيف مع الوضع الجديد. في رمضان يحدث شيء غريب وهو أننا كلما أكدنا لأنفسنا أننا لا نستطيع فعل مانقوم به في الأيام العادية، فإننا بالفعل سنحس بالعياء. وهذا بالضبط مايجب مقاومته، لأن غياب الأكل والشرب لا يمكن أن يشكل عائقا في التحرك بشكل عادي لأن الجسم يعرف من أين يأخد الطاقة إذا عزمت على مزاولة نشاطك اليومي.
ما هو نشاطك الرئيسي أثناء الصيام؟
انا دائما أزاول عملي الوظيفي في رمضان. لكن بالإضافة إلى ذلك وكلما سنحت لي الفرصة بعد العمل أو في عطلة نهاية الأسبوع، أقرأ كثيرا وأشاهد الأفلام التي لم تسمح لي الفرصة لمشاهدتها. كما انكب على الكتابة لأن الذهن يكون صافيا ومستعدا لمرافقتي في قلب غابة الكتابة.
اللحظة المفضلة في الصيام؟
قبل غروب الشمس.. آنذاك أستشعر نوعا من الطمأنينة الغريبة والتي تأتى من ذلك الهدوء الذي يبدأ في التشكل تدريجيا، وترى إلى الطيور وهي تعود إلى أعشاشها. لحظة مفارقة بحيت يسلم النهار لليل القادم مفاتيح الظلام. شيئا فشيئا يرتفع الآذان مثل نشيد الحرية التي غادرتنا طوال النهار. آنذاك تجتمع الأسرة وتبدأ أحاديث ليل المسامرة الجميلة.