دردشة رمضانية مع الشاعر و التشكيلي عزيز أزغاي: “أنا كائن سمكي بامتياز”

دردشة رمضانية زاوية تطالعونها خلال شهر رمضان المبارك على موقع “الكوليماتور” نستضيف من خلالها عدداً من الشخصيات الثقافية و الفنية المعروفة، نتعرف من خلالها على أذواقهم ونشاطاتهم خلال هذا الشهر الفضيل. يسرنا في زاوية اليوم أن نستقبل الشاعر و التشكيلي عزيز أزغاي.

ماذا يعني لك شهر رمضان؟
يعتبر شهر رمضان موعدا سنويا مع نوعية خاصة من الطقوس والعادات والتقاليد والسلوكات والأكلات والمهن والألعاب والفرجات التي تظهر جميعها، فجأة، خلال هذا الشهر، لتختفي، بعد ذلك، في باقي شهور السنة. وهو شهر بقدر ما يكشف عن حالة من التدين والإيمان الطارئين والمبالغ فيهما أحيانا، ويظهر فيه المصلون الموسميون، ممن يصبحون أكثر تشددا في إبداء النصح وفي الدفاع عن القيم الدينية، بقدر ما تكثر فيه الانفعالات الأكثر عدوانية لدى هؤلاء التقاة من الصائمين، بسبب انقطاعهم عن بعض عوائدهم و”بلياتهم” الخاصة. وعلى عكس باقي شهور السنة، يفرض الصائمون في هذا الشهر إيقاعا جديدا في الحياة العامة، حيث تتقلص ساعات العمل ويتراجع الأداء وينكمش المردود وتتعطل المصالح داخل المؤسسات العمومية وتنتعش التفاهات في التلفزيون. وعوض أن يكون هذا الموعد الديني السنوي مناسبة لتهذيب النفس وتزويدها بشحنات إضافية من الإيمان ومراجعة الذات التي يهزمها الجوع والعطش، يتحول إلى مهرجان للتبذير والتنافس على الإكثار من المأكولات والتباهي باقتناء الفائض من المشتريات. إنه الوجه الآخر لهذا الشهر، الذي نتحاشى الكشف عنه في مثل هذه الدردشات السريعة.

هل يؤثر رمضان في حيوتك المعتادة؟
بكل تأكيد، وربما بسبب التقدم في السن أصبح الأمر أكثر استفحالا ومدعاة للقلق. وأزعم أنني أحاول التأقلم مع الوضع، إلا أن الأجواء، غير الطبيعية، سالفة الذكر تتسرب، مع ذلك، إلى النفس وتفرض عليها إيقاعاتها، التي تتسم بالبطء والارتخاء والكسل، وكلها حالات معدية تؤثر، ولا شك، في حيوية الناس المعتادة. مما لا شك فيه أن العطب في البشر وما الصيام إلا حالة زمنية تساهم في إظهار الناس على حقيقتهم.

ما هو طبقك المفضل في هذا الشهر؟
أنا كائن سمكي بامتياز في رمضان وفي غيره من شهور السنة. كنت، فيما مضى، أتلذذ بشربة الحريرة، بسبب سيادتها التاريخية على تقاليد مائدة الإفطار المغربية. مع الوقت، قل انجذابي لهذا الطبق السحري مقارنة مع ما كان عليه ذوقي في طفولتي الباكرة. صرت أكتفي بتناول هذا النوع الوطني من الشربة ثلاث إلى أربع مرات في هذا الشهر فقط، وهو اختيار تسرب إلى أطفالي كذلك. وأزعم أنني نجحت في ترويض جوعي بطريقة سلسة، إذ صرت أكتفي بتناول وجبة الفطور ثم لا أعود للاستيقاظ، في ساعة متأخرة من الليل، للأكل مرة ثانية. لقد عودت نفسي على ذلك ونجح الأمر.

ما هو وقتك المفضل خلال يوم الصيام؟
قبيل ساعات الإفطار بقليل. أُفَضِّل في هذا التوقيت السير في الأسواق وتمتيع النظر بما يعرضه الباعة من سلع. وهي فرصة كذلك لمعاينة تحولات البشر وانفلاتاتهم الهوجاء، قبل ملاقاتهم، بعد الإفطار، مسترخين فوق كراسي المقاهي وقد كست ملامحهم حالة من الود والوداعة والرضا الغريبة.