أثار مقال نشره الزميل والأخ عزيز داوده على موقع “الكوليماتور” يوم الأحد الماضي بعنوان “الصحراء المغربية: كبوة الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية” الحسين ولد مدو، ردود أفعال داخل الأوساط الإعلامية بنواكشوط. ومن بين هذه الردود ما جاء في مقال نشرته الزميلة “تحديث” بعنوان “كاتب مغربي يهاجم الناطق باسم الحكومة الموريتانية”.
وإذ نشكر الزميلة الموريتانية على تفاعلها البناء مع مضامين المقال، نود أن نلفت إلى أن استعمال عبارة “تهجم” كانت مجانبة للصواب. وحتى نرفع أي لبس قد يلف الموضوع، وجب التنويه إلى أن مقال عزيز داودة لم يكن هجوما على شخص الناطق باسم الحكومة الموريتانية بقدر ما كان انتقادا لمحاباته الواضحة والغير مقبولة للكيان الوهمي ولراعيه الجزائري على حساب قضية المغاربة الأولى. “خرجة” لم تكن “محايدة” كما ادعى السيد الوزير بل كانت على نقيض الموقف الرسمي الموريتاني نفسه ناهيك عن الزخم الدولي الذي يحضى به مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
ورغبة منا في إثراء النقاش بيننا وبين الزملاء والأشقاء الموريتانيين، نعيد نشر مقال الزميلة “تحديث” بالكامل:
كاتب مغربي يهاجم الناطق باسم الحكومة الموريتانية
هاجم الكاتب المغربي عزيز داودة، الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية الحسين ولد مدو على خلفية تصريحه لقناة فرانس24 بموقف الحكومة الموريتانية من الصراع على الصحراء الغربية.
وقال دوادة في مقال نشره على موقع الكوليماتور إن ولد مدو في تصريحه تلعثم في الكلام، واقترح مفهومًا جديدًا: “الحياد الإيجابي والفعال”.
وانتقد تلخيص ولد مدو لمشكلة الصحراء الغربية على أنها مسألة بين المغرب والصحراء دون تحديد هوية الجهة التي أسماها الصحراء.
وأكد أنه مازاد من تعقيد كلام ولد مدو تأكيده أن موريتانيا ليست متوقفة على موقفها السلبي بل ملتزمة بالمساهمة في حل سياسي عادل يخدم مصالح الأطراف المعية، مضيفا أنه لم يوضح من هي الأطراف، وتساءل هل يدرج بلاده أم لا؟.
وشدد على أنه يبدوا أن ولد مدو لم يقرأ قرارات مجلس الأمن منذ 2007 ،وأن ذلك يتجلى في تصريحه حول “استعداد موريتانيا للقيام بدور محوري في تيسير الحوار بين أطراف النزاع، من خلال تهيئة مناخ من الثقة وتجاوز الجمود السياسي”.
واستغرب مما وصفه بانزعاج الوزير عندما سأله الصحفي عن إغلاق معبر «البريقة» ،خصوصا أنه أثار جدلًا واسعًا وردود فعلٍ حادة من الانفصاليين تجاه بلاده وحكومته، حسب تعبيره.
وانتقد اختزال الوزير للصراع في مسألة بسيطة بين المغرب وما أسماه “الصحراء” وتساءل هل أدرك حينها التداعيات السياسية الحساسة التي يُسببها ذلك.
وأكد الكاتب المغربي أن التصريح اعتبر دعما غير مباشر للرواية الجزائرية مضيفا أن الجزائر”سارعت إلى توجيه دعوة رسمية للوزير ومنحه العديد من الأوسمة. ولا يُمكن تفسير هذا الرد الجزائري الفوري إلا كمكافأة على موقف الوزير المُخاطر”.
وأوضح ” أثار هذا الوضع انزعاجًا لدى الحكومة الموريتانية والرئاسة، اللتين لم تدعما رسميًا تصريحات الوزير. وقد أعرب عدد من أعضاء الحكومة عن انزعاجهم من هذا التصريح، مؤكدين أنه لا يعكس الموقف الرسمي لموريتانيا”.
وأضاف أن التصريح خلق توترا دبلوماسيا ضمنيا وكشف عن خلافات داخلية في موريتانيا، وأبرز التعقيدات الإقليمية المحيطة بما يسمى صراع الصحراء الغربية.