هل تهاوى جسد القصيدة؟ (بقلم الشاعرة زكية لعروسي)

بقلم: زكية لعروسي*

هل تهاوى جسد القصيدة؟

لم نأجر البحار للرحيل..
..نغادر الدروب..
الرمل
والرموز؟!
نمشي فوق صرخات امواج يبكيانها الفضاء..السماء!؟
لٍمَ أصبحنا عشاق الغراب النعوب؟!
كيف تَبلَّلَ خيالُنا ؟
تَخبَّلَتْ أرواحُنا.؟
تفتت أصواتنا ومعها الكلمات؟!

لِمَ الرحيلُ على انكسارات موج مُرتبكٍ.. مستاجرٍ؟!
ألِتَغْترِبَ..تتغرَّبَ حروفنا!؟
تُنْسى..تَغيبُ اسماؤنا!؟
يُستبدَلُ لسان خيالنا؟
تُطحنَ حركاتُه بدخان جمر مختنق؟
يتهاوى جسد القصيدة المنتصب.؟
تُخنقَ روحُ بحورِها ؟

لَمْ يَحضُرْني الإلهامُ لحظة الرحيل
انطلقت ككومة على الموج العاري..المهشم
لأقتطف شيئا من النور
بعدما رقصت على ترانيم البكاء..
..عويل غرناطة الأخرس
فلم تسقيني دموع اليتم..
..ترويني أثداء المكان المشتهى من بعيد
فلا الرقص..
..الحكي.
لا الطرب
أَحضروا بين يدي النور طوعا
رحت اُقيم احتفالا لاستحضاره في بلاد قيصر
ليستقيم شيء من ذاك النور المشتهى بأحشائي
فما سكنني هناك
إلا رمادٌ معتصرٌ من الاحتكاك
لتغادرَ روحي َهيكلي المتمايل

فاعذريني كلماتي إن لم اتذكر شيئا..
إن تيممت بأحجار الخيبة..
براكيني الداخلية
وبأحزام إرث اخرجني
من الحدائق إلى اقبية كسرى..
..مقاعد باص ترفضني
وطباع رياح.. بحار تلطمني من جديد
تفقدني حاستي السادسة..
تمزق شرايين الفجر بدواخلي
تصلب سطور اوراقي بلهب الانوار
لتستشهد رسالتي
فأمسي كالمعلقة بين اضراس ملاقط
تذروني رياح شرق غائب
وغرب زائف
على اسلاك نور لم يعد مشتهى

* شاعرة مغربية مقيمة بباريس