اهتزاز روح في مهبّ الوجود

باريس ـ زكية لعروسي 

لا شيء يوقظني إلا الاهتزاز
تلك الرّعشة الخفيّة
حين يتسلّل الضوء بين جفون الظلام
حين يهتزّ المعنى في صمته
فتولد من الفراغ احتمالات الكون
أنا أثر الخطوة قبل أن تمشي
الموجة في البحر قبل أن يغمرها الوقت
وأنا الإسم الذي لم يكتبْ بعد
أتنفّس بين المسافات
وفي كلّ انحناءة ريح
أصير احتمالا لرؤية جديدة
الكون مرآة
لكنها لا تعكس إلّا من يتجرّأ على النظر
لا تُظْهر إلّا من يهتزّ في حضرة السرّ
فمن لم يُخلخل ثباته
لن يبصر أبدا حوافّ اللانهاية
لن يصغي لصوت الله
حين يهمس في الضّباب
ارتعش.. كي تستيقظ
دع الريح تمرّ خلالك
كناي ينطق بالصمت
فقط حين يختلّ التوازن
تشرع أبواب المعنى
ويصبح اللاشيء
كلّ شيء
وتولد احتمالات الكون