
تُعد زيارة وزير خارجية جمهورية غواتيمالا، كارلوس راميرو مارتينيز، إلى الرباط اليوم، زيارة رمزية وسياسية بامتياز. وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي يحتفل فيه البلدان بالذكرى الخامسة والخمسين لعلاقاتهما الدبلوماسية، التي أُقيمت في 3 يونيو 1971. وبعد خمسة عقود ونصف، نسجل باهتمام، استمرار تحسن العلاقات الثنائية، بفضل إرادة سياسية متجددة و قوية على الارتقاء بها إلى أعلى مستوى.
رغبةٌ أكّدتها نائبة وزير الخارجية الغواتيمالي، السيدة مونيكا بولانيوس، في 4 فبراير 2025 بالرباط، حيث عُقدت الدورة الثانية من المشاورات السياسية المشتركة. وفي هذه المناسبة، دعت السيدة بولانيوس إلى الارتقاء بالتعاون الاقتصادي، لا سيما في مجالي التنمية المستدامة والتكنولوجيا، إلى مستوى علاقات سياسية “قوية وبناءة”.
ولفتت المسؤلة الغواتيماليةا إلى أن التجارة بين البلدين “لا تزال لديها مجال كبير للتحسين”، مضيفة أن الطرفين اتفقا على تشجيع الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص على توحيد جهودها لزيادتها.
لذلك، تلتزم الرباط وغواتيمالا بإضفاء بُعد اقتصادي أقوى وأكثر جوهرية على علاقاتهما السياسية المتميزة.
غواتيمالا أول دولة في أمريكا اللاتينية تفتتح قنصلية عامة لها في الصحراء المغربية.
في الأول من ديسمبر 2022، أكدت غواتيمالا سيادة المغرب على صحرائه بافتتاح قنصلية عامة لها في الداخلة، وهي الأولى من نوعها في أمريكا اللاتينية في الصحراء المغربية. وقد عبّرت غواتيمالا عن هذا الموقف على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية، لا سيما خلال الدورات العادية للجنة الـ 24 التابعة للأمم المتحدة.
خلال زيارتها في فبراير الماضي، صرحت نائبة وزير الخارجية، السيدة مونيكا بولانيوس، أن “جمهورية غواتيمالا تعتقد أن الحل النهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية يكمن في مبادرة الحكم الذاتي، مع احترام سيادة المملكة المغربية وسلامتها الإقليمية”.
و آعتبرت غواتيمالا اليوم، على لسان وزير خارجيتها كارلوس راميرو مارتينيز ألفارادو، مبادرة الحكم الذاتي المغربية بمتابة “الحل الوحيد” للنزاع الإقليمي الناشئ حول الصحراء المغربية.
وفي شهر يونيو الماضي، قام سفير غواتيمالا بالرباط، ماركو توليو غوستافو شيكاس سوسا، مرفوقا بالقنصل العام لغواتيمالا بالداخلة، ويليامز هارولدو كوردون لويو، بزيارة إلى مدينة الداخلة.
وردًا على مبادرة المجموعة البرلمانية اليسارية داخل برلمان أمريكا الوسطى، والتي تهدف إلى اعتماد نص يتماشى مع الخطاب الانفصالي، نشرت مجموعة النواب الغواتيماليين داخل البرلمان نفسه، في 12 يونيو 2025، إعلانًا تدين فيه هذا النهج وأكدت دعمها الثابت والموحد والمستمر للسلامة الترابية وسيادة المملكة المغربية.
غواتيمالا لا تعترف فقط بسيادة المغرب على صحرائه، بل تعمل أيضا على إحباط كل المؤامرات التي تحيكها الأطراف المعادية لسلامتها الإقليمية.









