أخبارفنون و ثقافة

عز العرب كغاط جنرال السينما المغربية: بين صدق الأداء، صرامة الاختيار، وهموم المهنة في زمن التحولات الفنية-فيديو

الكوليماتور: سهام الناصري

في حوار خاص لجريدة الكوليماتور، كشف الفنان المغربي القدير عز العرب كغاط عن جوانب متعددة من مسيرته الفنية الطويلة، التي جمعت بين المسرح، التلفزيون، والسينما، سواء داخل المغرب أو خارجه.

ببساطة وصدق، تحدث كغاط عن اختياراته الدقيقة للأدوار، وعن التحديات التي يعيشها الفنان المغربي، في ظل واقع فني يتغير بسرعة، لكنه لا يخلو من المشاكل البنيوية.

آخر أعمال الفنان كغاط كانت حاضرة بقوة في حديثه، حيث أشار إلى فيلم “الميكة” كأحد أبرز الأفلام المغربية الأخيرة، إلى جانب مشاركته في عدة إنتاجات من بينها فيلم “دمليج زهيرو”، الذي عرض في مهرجان مكناس، والمسلسل الخليجي “وعد” الذي أنتج بتمويل إماراتي وأخرجه محمد الخياري، فضلاً عن فيلم “سيوف العرب”، بتمويل قطري وإخراج سمير الجبر.

 

كغاط أوضح أن ظهوره في التلفزيون قليل، لأنه لا يقبل إلا الأدوار التي تليق به، فيما يركز أكثر على السينما، سواء المغربية أو الأجنبية، حيث راكم تجارب في أفلام ألمانية، إيطالية، فرنسية، وأمريكية.

الفنان شدد على أن التأثير الذي تتركه أدواره لا يأتي من فراغ، بل نتيجة اختيارات واعية، حيث قال: “في مرحلة من مسيرتي، كنت دائماً أؤدي أدوار السلطة مثل الجنرال، الكولونيل، القائد، والكوميسير، لكن مع مرور الوقت، شعرت أنني بدأت أصبح نمطياً، فقررت التنويع واختيار أدوار تناسب سني وتمنحني مساحة جديدة في الأداء، مثل أدوار الجد أو العم.”

وأشار إلى مشاركته مؤخراً في فيلم “صمت الكمانجة” للمخرج سعد الشرايبي، برفقة ابنته التي يحاول تمرير تجربته الفنية إليها، مؤكداً على أهمية نقل الخبرات للأجيال الجديدة.

فيما يتعلق بالتوازن بين الحياة الفنية والحياة الشخصية، لم يُخفِ عز العرب كغاط صعوبة المهمة، خاصة مع الغياب المتكرر عن المنزل بسبب التصوير، وخصوصاً في الأعمال الأجنبية. قال في هذا الصدد: “الأمر مرهق، خاصة بالنسبة لزوجتي، لأنني قد أتغيب لشهر أو أكثر خارج المغرب، لكن لحسن الحظ، هناك تفهم لطبيعة عملي، ومع ذلك فالأمر ليس سهلاً أبداً.”

وحين سُئل عن الفرق بين الإنتاجات المغربية ونظيرتها الأجنبية، أكد كغاط أن لا مجال للمقارنة، حيث قال: “السينما الأجنبية تتوفر على ميزانيات ضخمة، ما يجعل ظروف العمل أسهل وأكثر احترافية، بينما في المغرب، نعتمد على دعم محدود من المركز السينمائي أو التلفزيون، وهذا يؤثر سلباً على جودة الإنتاج.”

وأكد أن السينما هي قبل كل شيء صناعة، تتطلب تمويلاً قوياً، ومع ذلك، اعتبر أن المغرب ينتج أعمالاً ذات قيمة فنية عالية، تُعرض في مهرجانات دولية وتفوز بجوائز، لكنه تأسف لغياب قاعات السينما، قائلاً: “نصنع أفلاماً لا تُعرض، تبقى حبيسة المهرجانات، والمركز السينمائي يخسر أموالاً لا تُسترجع، باستثناء بعض الاستثناءات.”

أما عن موضوع الذكاء الاصطناعي وتأثيره المحتمل على السينما، فقد عبّر محمد كغاط عن تحفظه، قائلاً: “بصراحة، مازال الذكاء الاصطناعي ما دخلش لعقلي، ولكن يمكن يساعد في المؤثرات والخدع. أما بالنسبة للكتابة والإبداع، فلا أراه شيئاً صحياً. الإبداع يجب أن يكون نابعا من ذات الإنسان، لا من نسخ جاهزة.”

وتطرق الفنان أيضاً إلى أبرز المشاكل التي يعاني منها المجال الفني بالمغرب، منتقداً ظاهرة الاعتماد على مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي في التمثيل، دون تكوين أو تجربة، معتبراً أن الأمر غير مقبول ومُضر بالمهنة.

قال: “التشخيص ماشي ساهل، وخص تكوين وخبرة. ماشي تحفظ وتجبد الكلام أمام الكاميرا. كاين ممثلين ماعندهم حتى دراية بأساسيات العمل الفني، وهذا يُتعب الممثل المحترف.”

كما لم يخفِ استياءه من تهميش الرواد، قائلاً: “الرواد مهمشون، ما تيعيط ليهم حد، ومكانتهم لا تُحترم. من العيب أن ننسى هؤلاء الناس اللي عطاو الكثير، خاص يتم الاعتراف بهم وإشراكهم في أدوار تناسب تجربتهم.”

وأعرب عن استغرابه من تكرار نفس الوجوه في أغلب الأعمال، وهو ما وصفه بالظاهرة غير الصحية التي تُضيق على باقي الفنانين فرص الاشتغال.

وإلى الشباب المقبلين على دخول المجال الفني، وجه كغاط نصيحة صادقة: “الفنان خاصو يكون مخلق، يحترم الفن ديالو، الوقت ديالو، ويبعد على الغرور، لأن الغرور يقتل.”

عن أعمال مستقبلية قال إنها لا تزال قيد التوقيع، منها عمل أجنبي بعنوان “الوعد”، إلى جانب مشاريع مغربية قادمة.

وختم رسالته للجمهور المغربي قائلاً: “شكراً على حبكم ودعمكم، وتنشكر كاع الناس لتعملو تعليقات في حسابي على فيسبوك. كنتمنى نكون ديما عند حسن ظنكم.”

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci