السينما هي مرآة الشعوب وثقافاتها، تعكس همومها وطموحاتها، وتروي قصصها بطرق بصرية تجعل من الفن ساحة للتعبير عن الواقع والمخيلة.
وفي السياق المغربي، أصبحت السينما قوة دافعة للهوية الثقافية والوطنية، وجسرًا مهمًا للتواصل مع العالم.
في حوار خاص مع جريدة “الكوليماتور”، يتحدث المخرج المغربي عبد الإله الجواهري عن تطور السينما المغربية خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى الإنجازات المهمة التي حققتها هذه الصناعة، وتحدياتها المستقبلية التي تتطلب دعمًا على مختلف الأصعدة.
من خلال رؤيته الثاقبة، يعكس الجواهري أملا كبيرا في مستقبل السينما المغربية، وطموحات لتطويرها إلى مستوى عالمي.
وقال الجواهري ، منذ العقد الماضي، شهدت السينما المغربية قفزة نوعية في الإنتاج والتنوع، إذ بلغ عدد الأفلام الروائية الطويلة التي تم إنتاجها أكثر من 30 فيلما، فضلا عن مئات الأفلام الروائية القصيرة والوثائقية.
ومع زيادة المهرجانات السينمائية والنقد الفني، يمكن القول إن السينما المغربية اليوم تمثل أحد أهم التيارات السينمائية في إفريقيا والعالم العربي.
لكن رغم هذا التطور الملحوظ، يشير الجواهري إلى أن السينما المغربية لم تصل بعد إلى المستوى الذي يطمح إليه، حيث يجب أن نتطلع إلى تأسيس صناعة سينمائية حقيقية، تتجاوز مجرد الإنتاجات الفردية إلى صناعة متكاملة ذات بنية تحتية قوية.
يشدد الجواهري على ضرورة تفعيل الثقافة السينمائية في المجتمع المغربي، بدءا من المدارس والمعاهد، بحيث تكون الفنون جزءا أساسيا من المناهج الدراسية.
وأضاف عبد الاله الجواهري للكوليماتور ، أن تعزيز الثقافة السينمائية في الأوساط الشعبية سيؤدي إلى زيادة الإقبال على القاعات السينمائية، مما يساهم في تطوير السوق المحلي ودعم الصناعة الوطنية. ولإكمال هذه المنظومة، يدعو الجواهري إلى توسيع شبكة القاعات السينمائية، مع التركيز على تحسين البنية التحتية لعرض الأفلام بشكل يواكب التطور التكنولوجي ومتطلبات الجمهور المعاصر.
تظهر رؤية المخرج عبد الإله الجواهري أن السينما المغربية تسير في الطريق الصحيح، وأن هناك إرادة قوية لدى القطاعين العام والخاص لتطوير هذه الصناعة.
ومع الدعم الملكي الذي يحظى به المجال، يمكن للمغرب أن يحقق طموحاته في أن يصبح رائدا في مجال السينما على مستوى العالم.
لكن هذا يحتاج إلى مزيد من الدعم والتكاتف، خاصة في مجالات التعليم والثقافة، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية.
وختم الجواهري ، إن استثمارنا في السينما لا يعد مجرد دعم لصناعة فنية، بل هو استثمار في الهوية الوطنية وفي مستقبل مشرق للمغرب على الساحة الثقافية العالمية.