الرباط: سهام الناصري
في خطوة دبلوماسية وصفت بالتاريخية، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن الموقف الذي عبّرت عنه المملكة المتحدة بشأن الصحراء المغربية يُمثّل تحولًا نوعيًا سيدفع بالزخم السياسي الذي يشهده هذا الملف، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضح بوريطة، خلال ندوة صحفية جمعته بوزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية، ديفيد لامي، أن الموقف البريطاني الجديد يُعتبر تطورًا بالغ الأهمية، بالنظر إلى مكانة المملكة المتحدة كعضو دائم في مجلس الأمن، وعضو في مجموعة أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء.
وأشار إلى أن بريطانيا تُعزز بذلك الاتجاه الذي اتخذته كل من فرنسا، الولايات المتحدة، وإسبانيا، بانخراطها في دعم مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب سنة 2007.
وأشار الوزير إلى أن لندن لطالما كانت ذات صوت مؤثر وموثوق على المستويين الأوروبي والدولي، مضيفًا أن للموقف البريطاني بُعدًا اقتصاديًا أيضًا، إذ تُجري وكالة المملكة المتحدة للتجارة والاستثمار دراسة إمكانية تنفيذ مشاريع استثمارية كبرى في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وشدد بوريطة على أن المغرب لا يعتبر هذه الدينامية مكافأة أو حفاظًا على الوضع القائم، بل فرصة حقيقية للبحث عن حل نهائي للنزاع المفتعل، على أساس مبادرة الحكم الذاتي وفي إطار سيادة المملكة المغربية.
كما دعا إلى انخراط جاد لجميع الأطراف المعنية في المسار السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، وصف بوريطة زيارة الوزير البريطاني بـ”التاريخية”، لكونها أول زيارة لوزير خارجية بريطاني إلى المغرب منذ سنة 2011، ولما تحمله من دلالات سياسية قوية ستمنح دفعة نوعية للعلاقات الثنائية.
وتم خلال الزيارة توقيع أربع اتفاقيات تعاون، على أن تُوقّع اتفاقيات إضافية في الأيام المقبلة، في إطار شراكة شاملة تشمل مجالات الأمن والدفاع، الاستثمار، الثقافة، التعليم، والبحث العلمي.
وأكد بوريطة أن العلاقات بين المملكتين تستند إلى روابط تاريخية متينة، وعلاقات متميزة بين الأسرتين الملكيتين، مضيفًا أن تنفيذ التعليمات الملكية السامية يدفع نحو تنويع الشراكات الاستراتيجية وتعزيز التعاون مع القوى الدولية المؤثرة، وعلى رأسها المملكة المتحدة.
