الدبلوماسية الملكية في قلب القمة العربية بالقاهرة: رؤية مغربية شمولية لفلسطين تتجاوز الأزمات الظرفية

 

 

 

بقلم: زكية لعروسي

في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها القضية الفلسطينية، برزت الدبلوماسية الملكية المغربية كفاعل رئيسي في القمة العربية غير العادية بالقاهرة، حيث حملت رؤية متكاملة لا تقتصر على إدارة الأزمة في غزة وإعادة الإعمار، بل تمتد إلى معالجة جذرية تهدف إلى توحيد الصف الفلسطيني وخلق أفق سياسي مستدام للقضية.

وهذا مآ أكده «بيان القاهرة» الذي ثمن الدور المهم للجنة القدس وذراعها التنفيذي وكالة بيت مال القدس الشريف. وهو اعتراف عربي بالدور المغربي الفاعل في حماية القدس وتعزيز صمود الفلسطينيين، وفق التصور الذي رسمه جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس. هذا التصور يقوم على دعم حقوق الفلسطينيين، مع التركيز على حماية المقدسات، وتعزيز التنمية المستدامة في القدس، بعيدا عن المزايدات السياسية والشعارات المؤقتة.

من الأزمة إلى الحل: مقاربة مغربية متكاملة

وفي تصريح للصحافة على هامش انعقاد أشغال القمة العربية غير العادية حول فلسطين،، شدد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الممثل للديبلوماسية الملكية على ضرورة تجاوز المقاربات المجتزأة التي تركز على وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار فقط، داعيًا إلى رؤية أوسع تشمل توحيد الصف الفلسطيني كشرط أساسي لاستدامة أي حل سياسي. فالمغرب يرى أن معالجة القضية الفلسطينية لا يمكن أن تقتصر على البعد الإنساني أو الاقتصادي، بل يجب أن تشمل إصلاح البيت الفلسطيني الداخلي، وخلق أفق سياسي يُجنب المنطقة دورات متكررة من التصعيد.

فيما يتعلق بمرحلة إعادة الإعمار، بسط ناصر بوريطة شروط نجاح هذه العملية، مؤكدا على أن أي جهود لإعادة بناء غزة يجب أن تراعي:

– وجود آلية شفافة وفعالة للإعمار بعيدًا عن الحسابات السياسية.

– التنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية لضمان توجيه الدعم بطريقة متوازنة ومستدامة.

– عدم تحويل المساعدات إلى وقود لاستمرار الصراع، بل إلى رافعة لتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين.

المغرب في القمة: رؤية تتجاوز اللحظة الراهنة

لم يكن الحضور المغربي في القمة مجرد موقف دبلوماسي عابر، بل كان تعبيرا عن رؤية استراتيجية تجمع بين الحلول السياسية، والدعم الإنساني، والعمل الميداني من خلال وكالة بيت مال القدس. هذه المقاربة جعلت المغرب شريكا موثوقا في الجهود العربية والدولية، بعيدا عن الاستغلال السياسي للقضية.

أثبتت القمة أن الدبلوماسية الملكية المغربية ليست مجرد صوت في الاجتماعات، بل قوة اقتراحية تقود نحو حلول واقعية ومستدامة للقضية الفلسطينية، مستلهمة من رؤية ملكية حكيمة تنحاز دوما للاستقرار والوحدة والكرامة الفلسطينية.