بقلم: زكية لعروسي

في عالم السياسة، لا مكان للضعفاء ولا مجال للمترددين. المغرب، البلد الذي أثبت للعالم أنه يسير بثبات نحو المستقبل، يحقق اليوم إنجازا جديدا يضاف إلى سجله الحافل بالمبادرات الاستراتيجية. و هذا ما أكده المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك بالسمارة، سميح الزماري، الذي كشف أن نسبة التقدم الإجمالية لأشغال إنجاز المحور الطرقي (الطريق الوطني رقم 17 و الطريق الوطني رقم 17ب) الذي يربط السمارة بالحدود الموريتانية عبر جماعتي أمكالا وتيفاريتي، على طول 93 كلم، تجاوزت 95 بالمائة.
هذا المشروع ليس مجرد بنية تحتية، بل هو خطوة عملاقة تعيد رسم خارطة المنطقة وفق إرادة المغرب وإمكاناته السيادية. هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية متكاملة تعزز مكانة المغرب كقوة إقليمية وركيزة أساسية في التجارة العالمية. فالطريق الجديد يعني استعادة كاملة للمنطقة العازلة بموافقة الأمم المتحدة، وبهذا، يسجل المغرب نقطة استراتيجية في سجل الانتصارات الدبلوماسية والتنموية، ليؤكد مجددًا أن رؤيته الإفريقية ليست مجرد شعارات، بل سياسة واقعية مدعومة بالبنية التحتية والقرارات السيادية




إن هذا المشروع هو لبنة جديدة في تنزيل مشروع منفذ الأطلسي الذي سيعزز أواصر المغرب بعمقه الإفريقي، ويفتح آفاقًا اقتصادية غير مسبوقة لدول الساحل والصحراء. فمع هذالطريق، سيشهد المغرب ودول الجوار دينامية اقتصادية استثنائية، تعزز من التبادل التجاري، وتفتح مجالات استثمار جديدة، وتسهم في تحقيق الاندماج الإقليمي على أسس صلبة ومستدامة.
ليس غريبا أن ترتفع أصوات الحاقدين والمتآمرين، فالمغرب لا ينتظر رضاهم ولا يعير اهتماما لمحاولاتهم البائسة. فالمملكة، بتاريخها العريق وقيادتها الحكيمة، تمضي قدما، غير آبهة بمن لا يملكون سوى الضجيج والخواء. وكما يقول المثل المغربي: “النهار الزين يبان في اصباحو”، وها هو النهار المغربي يشرق مجددا، مشرقا بفخر وعزة، تحرسه عيون السماء ويقوده حصان الأقدار نحو مستقبل أكثر ازدهارا.