مقرف ومخزي.. ريما حسن تصوّت ضد لائحة أوروبية تطالب بالإفراج عن الكاتب الفرنسي ـ الجزائري بوعلام صنصال

بقلم: زكية لعروسي

في يوم الخميس، 23 يناير 2025، صوت البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة على قرار يطالب النظام الجزائري بالإفراج عن الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، المعتقل منذ نوفمبر 2024 بسبب تصريحاته الجريئة التي وصف فيها النظام الجزائري بصانع وهم البوليساريو لتقويض استقرار المغرب.
وسط هذه الجلسة التاريخية، جاءت المفاجأة المدوية: ريما حسن، النائبة عن “فرنسا غير الخاضعة”، اختارت التصويت ضد القرار الأوروبي! نعم، “كل عيب مشروك”، كما يقول المثل الجزائري، حيث يبدو أن السيدة حسن نسيت كل مبادئها وشعاراتها الثورية عندما وقفت بجانب النظام القامع ضد رجل يقول الحقيقة.

السيدة حسن، التي تقدم نفسها كمدافعة عن الحريات وحقوق الإنسان، اختارت التناقض الفاضح بتأييدها نظاما عسكريا يُبنى على الكذب وسرقة الحقيقة “الكلام ما يشري خبز”. تصويتها ضد القرار كشف أن شعاراتها ليست إلا “كلام فالْصُو”، كما يقول المثل المصري، إذ لا يمكنها التوفيق بين خطابها عن حقوق الإنسان ووقوفها إلى جانب من يسلبها.

كيف لنائبة تدعي الانتماء إلى تيار “غير خاضع” أن تخضع بكل هذا الشكل المخجل لأجندة النظام الجزائري؟ هل هو جهل أم انحياز؟ الحقيقة أنها اختارت أن تكون “مع الحاكم وضد المحكوم”، لتتركنا في حالة صدمة تسأل: هل هذه هي “النضالية” التي تتفاخر بها؟

بوعلام صنصال، الكاتب البالغ من العمر 80 عاما. لم يرتكب جريمة سوى كشف الحقيقة بأن الجزائر استخدمت قضية البوليساريو كأداة سياسية لإبقاء المغرب تحت الضغط، مما أثار حفيظة النظام الجزائري وأدى إلى اعتقاله. موقف السيدة حسن لا يمكن وصفه إلا بالخيانة الثقافية والفكرية، لأنه دعم ضمني لهذا الاعتداء الصارخ على حرية الفكر.”اللي يبيعك في الوحل ما تشريهش”

إذا كان النظام الجزائري “يخيط بمسلّة الكذب”، فإن ريما حسن قد استعملت هذه الإبرة لتطرّز مواقفها المخزية، متناسية أن الشعب الجزائري نفسه يعاني من القمع والحرمان.

لا يمكن للغموض أو الأعذار أن تخفي الحقيقة “الفضيحة ما يغطّيها الغربال”: موقف ريما حسن هو خيانة لمبادئ الحرية والتضامن. هذا التناقض العلني يعيدنا إلى الحكمة القائلة: “اللي يلعب بالنار يحرق صباعو”، إذ أن كل من يدافع عن الظلم سيجد نفسه في نهاية المطاف في صف الخاسرين.

موقف ريما حسن يثبت أن الكلمات وحدها لا تكفي، وأن ممارساتها السياسية ليست سوى مرآة عاكسة لنفاقها. بين الوهم والحقيقة، يبدو أن ريما قد اختارت الوهم، لكنها بذلك خسرت ثقة كل من يؤمن بالعدالة.