نوايا الجزائر الخبيثة تجاه جيرانها وشركائها الدوليين

بقلم: زكية لعروسي

إلى متى ستظل الجزائر أسيرة حقدها المقيت تجاه جيرانها وشركائها الدوليين؟ إلى متى سيبقى خطابها الدبلوماسي رهينة للتهور وسياستها الخارجية عنواناً للعدائية؟ أسئلة ملحة تفرض نفسها مع كل خطوة تتخذها الجزائر، التي باتت تتفنن في صناعة الأزمات والانسياق خلف عواطف الانتقام، بدل العمل من أجل بناء جسور التعاون وحسن الجوار.

في تصريح لافت أدلى به، يوم أمس، جان ـ نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، عبّر عن شكوكه العميقة في نوايا الجزائر واحترامها لخارطة الطريق التي وُضعت لتطوير العلاقات الثنائية بين باريس والجزائر. تصريح يعكس تدهور الثقة بين الطرفين، خاصة بعد سلسلة من التصرفات الجزائرية التي تنم عن رغبة في العناد والتصعيد. بارو أشار بوضوح إلى أن احترام الاتفاقيات يتطلب تعاوناً متبادلاً، وهو ما لا تلتزم به الجزائر، التي اختارت أن تنكث بالتفاهمات سعياً وراء أجنداتها الانتقامية.

 

 

ما قضية الكاتب الجزائري بوعلام صنصال إلا شاهد آخر على التوجه الانتقامي للنظام الجزائري. صنصال، المثقف الذي لم يتردد في انتقاد النظام، وُضع في السجن بتهم واهية تتعلق بـ”المساس بأمن الدولة”. ورغم تدهور حالته الصحية، ترفض الجزائر الإفراج عنه، في تحدٍ صارخ لقيم حقوق الإنسان وحرية التعبير التي تزعم احترامها.

هذا الكاتب، الذي نال الجنسية الفرنسية عام 2024، ليس مجرد حالة فردية، بل هو رمز للصراع الفكري الذي تقوده السلطات الجزائرية ضد كل صوت معارض. لكن ما يثير الاستغراب حقاً هو وصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون له بـ”المحتال”، في تعبير فج عن سياسات الإقصاء التي تطال حتى رموز الثقافة.

الأزمة مع فرنسا ليست سوى فصل آخر في كتاب العزلة السياسية الذي تكتبه الجزائر. فبدلاً من تبني سياسات عقلانية تعزز مكانتها الدولية، اختارت الجزائر التصعيد، بدءاً بسحب سفيرها من باريس احتجاجاً على دعم فرنسا للمغرب، وانتهاءً بتلفيق التهم لكل من يخالفها الرأي.

سياسة كهذه لا تعكس إلا أزمات داخلية عميقة تحاول السلطات تصديرها إلى الخارج. في المقابل، المجتمع الدولي، وعلى رأسه فرنسا، بات ينظر بعين القلق إلى هذا النهج العدائي. وكما قال وزير الخارجية الفرنسي: “التعاون يتطلب احتراماً متبادلاً”، وهو ما يبدو بعيد المنال في ظل النهج الذي تتبعه الجزائر.

يبقى السؤال قائماً: إلى متى سيستمر هذا الحقد والتهور في توجيه سياسات الجزائر؟ إلى متى ستظل هذه الدولة محكومة بعقدة الانتقام من المغرب وكل من يقف معه؟ إن التاريخ لن يرحم من يصر على السير في طريق العزلة، ولا عزاء للحاقدين الذين يصنعون بأيديهم عزلتهم ويدفعون شعوبهم ثمن تهورهم.