
بقلم: محمد خوخشاني

جاء خروج المنتخب الجزائري من كأس العرب أمام منتخب الإمارات ليضع حدّاً لسرديةٍ إعلامية رياضية كانت قد بُنيت على قدر كبير من الثقة المفرطة، إن لم نقل اليقين المسبق غير القابل للنقاش. فقد كانت بعض المنابر الجزائرية تتحدث عن “نهائي محسوم” ضد المغرب، وعن لقب جديد يكاد يكون جاهزاً قبل أن تُلعب مبارياته.
لكن الكرة، كعادتها، لا تحترم المقدمات التي تُكتب خارج المستطيل الأخضر.
Les Émirats arabes unis éliminent l’Algérie aux tirs au but et se qualifient pour affronter le Maroc en demi-finale de la Coupe arabe. ✅🇦🇪pic.twitter.com/qlYl97NmSV
— SPL 🇸🇦 (@ActuSPL) December 12, 2025
I. سقوط خطاب اليقين
وجد الخطاب الرياضي الجزائري نفسه، بعد الخسارة، في موقف حرج. فبعدما كانت البطولة تُقدَّم كاختبارٍ لإثبات القوة الإقليمية، صار من الضروري البحث عن مخرج:
● إما التقليل من قيمة البطولة،
● أو تعليق الهزيمة على مشجب التحكيم،
● أو الادّعاء بأن المنتخب لم يكن معنياً باللقب.
غير أن الحقيقة أبسط وأوضح: المنتخب الإماراتي فاز لأنه لعب أفضل، ولأن المنافس دخل المباراة مُحمّلاً بثقة لا علاقة لها بالمعطيات الفعلية.
II. وهم “النهائي المغاربي”
كانت مواجهة المغرب جزءاً كبيراً من الخطاب ما قبل المباراة، وكأن التأهل أمر مفروغ منه. لكنّ “النهائي الحلم” تبخر مبكراً، تاركاً خلفه فراغاً في التغطية الإعلامية التي بُنيت بالكامل على فرضية لم تتحقق.
فبدل التحليل الهادئ، ظهر خطاب يقوم على تمنيات أكثر منه على قراءة رياضية موضوعية.
III. الصحافي الجزائري أمام واقع جديد
الصحافي الجزائري الذي كان مستعداً لكتابة عناوين من قبيل: “الجزائر تؤكد تفوقها… والنهائي ضد المغرب قادم”، اضطر اليوم إلى تغيير زاوية تغطيته بالكامل.
فالمشهد الإعلامي مقبل على واحد من ثلاثة خيارات:
1. الصمت المؤقت إلى أن تهدأ الانتقادات،
2. الانتقال إلى خطاب التبرير،
3. الاعتراف المهني بأن المنتخب لم يكن جاهزاً، وأن خصمه استحق الفوز.
خلاصة:
الإقصاء لم يكن مجرد خسارة رياضية؛ بل كان نهايةٌ لخطابٍ إعلامي بُني على اليقين لا على التحليل. والمحصلة أن النتائج على الميدان تظل دائماً أقوى من الكلمات قبل المباريات.






