الفواجع في أي مكان في العالم، بقدر ما تحظى بحملات الدعم والإغاثة والتدخلات الإنسانية من كل حدب وصوب،اليوم إثر الزلزال الذي ضرب عددا من مناطق المملكة يوم الجمعة، وأودى إلى حدود كتابة هذه الأسطر بحياة أكثر من ألفي وأربعة مئة مواطن مغربي، خاصة بجهة مراكش أسفي، بؤرة هذا الزلزال، ابانت حجم التضامن الحقيقي للمغاربة مع الضحايا، وأظهرت “تمغرابيت” الفطرية في الإنسان المغربي، وهي قيم ثابتة ومتجذرة في المجتمع المغربي وليست مستوردة من ثقافات أخرى.
أن الإنسان المغربي منذ نشأته الأولى يتعلم أصول “تمغرابيت”، المتعلقة بقيم التضامن والتسامح، انطلاقا من أسرته الصغيرة سواء في القرى أو في المدن، ينشأ على هذا المنوال، لذلك لا تراه يتأخر في مد يد العون والمساعدة كلما رأى من هو في حاجة إلى مساعدته.
أن مثل هذه المساعدات والتضامن بهذا الحجم، يخفف عن الضحايا القليل من المعاناة، لأن المتضرر الذي فقد أهله وماله وممتلكاته لن ينهض دون مساعدة، لذلك فحتى الدولة تسارع إلى تخصيص صناديق لمثل هذه الكوارث، لحشد الدعم و ترسيخ روح التضامن والتخفيف من الأضرار، لأن المصاب جلل في مثل هذه الحالة، ولابد من التآزر والتضامن لتجاوز المحنة وتداعيات الكارثة الطبيعية.