في الأيام الأخيرة، تعرضت مناطق في جنوب شرق إسبانيا إلى أمطار غزيرة تسببت في فيضانات كارثية أسفرت عن أضرار جسيمة في البنية التحتية وحياة المواطنين
. في هذه اللحظات العصيبة، برزت صورة مميزة من التضامن الإنساني، حيث أظهرت المملكة المغربية، بجميع مؤسساتها وشعبها، دعماً سريعاً ومؤثراً لجارتها إسبانيا.
وكان للمغاربة في إسبانيا دور ريادي في تقديم يد العون والمساعدة، مما يعكس الروح العميقة للتضامن التي يحملها المغاربة أينما حلوا، وأبرازهم لفكرة “التمغربيت” التي تتجسد في دعم الآخرين في الأوقات الصعبة.
في نهاية أكتوبر الماضي، ضربت أمطار غزيرة مناطق جنوب شرق إسبانيا، وتسببت في فيضانات عارمة اجتاحت شوارع مدينة فالنسيا وغيرها من المدن.
فقد غمرت المياه العديد من الأماكن العامة والمرافق الحيوية، مما أجبر السلطات الإسبانية على تعليق العديد من الخدمات وإغلاق الأسواق التجارية الكبرى.
ومع تزايد حجم الكارثة، أعلنت السلطات الإسبانية حالة الطوارئ، وقامت بإجلاء الآلاف من المواطنين، بينما استنفرت فرق الإنقاذ المحلية لمكافحة آثار الفيضانات.
في هذا الوقت العصيب، أظهرت المملكة المغربية من خلال توجيهات ملكية كريمة روحها الإنسانية والتضامنية.
إذ كان المغرب أول دولة تقدم المساعدات الرسمية لإسبانيا، على الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة، انطلقت قافلة المساعدات المغربية من ميناء طنجة المتوسط، متوجهة إلى إسبانيا محملة بـ 24 شاحنة صهريج لضخ المياه، بالإضافة إلى فريق مكون من 70 عنصراً من الوقاية المدنية.
وقد تم تلبية نداء السلطات الإسبانية التي وافقت على استقبال هذه المساعدات العاجلة، تقديراً للجهود المغربية ودعماً لجهود الإنقاذ.
في هذه الظروف، لعب المغاربة المقيمون في إسبانيا دوراً مهماً في التعبير عن روح التمغربيت، حيث انخرطوا في مختلف الأعمال التطوعية، وساهموا في تقديم الدعم اللوجستي والإغاثي.
وتجلت روح التمغربيت في مشاركة أبناء المغرب في توجيه المساعدات، وتنظيم حملات تبرعات، والعمل جنباً إلى جنب مع الفرق الإسبانية في عمليات الإنقاذ.
كان للمغاربة المقيمين في إسبانيا دور بارز في تعزيز التعاون بين البلدين، مظهرين نموذجاً حياً من التضامن بين الشعوب.
إن التضامن المغربي مع إسبانيا في هذه الأزمة الإنسانية يعكس، بلا شك، عمق العلاقات بين البلدين ويجسد المبدأ السامي للتعاون الدولي في أوقات الشدة. من خلال تقديم المساعدات الفورية والفعالة، أكد المغاربة في داخل وطنهم وخارجه أن روح التمغربيت هي أكثر من مجرد كلمات؛ إنها قيمة إنسانية راسخة تتجسد في الأفعال والمواقف. إن هذه الصورة الباهرة من التضامن تؤكد على أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يظل دائمًا مستعدًا لمساعدة جيرانه في السراء والضراء، مستمداً من ثقافته العريقة قيم الإخاء والمساعدة الإنسانية التي لا تعرف حدوداً.