
مباشرة بعد أن أطلق “الحكم” دونالد ترامب صافرة نهاية “حرب الـ12 يوما” بين إسرائيل وإيران، سارع كل طرف منهما إلى إعلان “الانتصار” على الطرف الآخر. ووصف الرئيس الإيراني بزشكيان ما حققته بلاده بأنه “النصر العظيم” ومن جانبه وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقف إطلاق النار بأنه “انتصار تاريخي”. وهذا لا يهمني بقدر ما يهمني أن يبقى وطني في منأى عن كل هذه المهاترات التي لن تجلب إلا مزيدا من الدمار والقهر لشعوب لطالما عانت من ويلات الحروب.
لكن ما أثارني هو إصرار البعض من بني جلدتي على حشر بلدنا الٱمن في حرب ليس لنا فيه «لا ناقة ولا جمل». ففي الوقت الذي نأت فيه الدبلوماسية الملكية بحنكتها و رزانتها المعهودة عن إصدار أي موقف رسمي بشأن “حرب الـ12 يوما”، رغم تورط إيران الواضح والصارخ إلى جانب «العدو الكلاسيكي» للمملكة ـ عن الجزائر أتحدث طبعا ـ في تدريب وتسليح ميليشيا «البوليساريو» الإنفصالية والإرهابية، ٱشتعلت «بين ظهرانينا» وبدون سابق إنذار «حرب» من نوع آخر أبطالها «المتأيرنون» و«المتصهينون». الطرف الأول بمبرر «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» والطرف الأخر بدعوى «عدو عدوك صديقك».
والحال أنه ليس في القنافد أملس. المجازر التي ٱرتكبها نتانياهو في حق الشعب الفلسطيني الأعزل لا تقل همجية عن تلك التي ٱقترفها نظام الملالي في حق الشعب السوري والعراقي واليمني، إلخ.
ومن المضحكات المبكيات هو هذه الحقيقة التي ٱنقشعت للعيان بمجرد أن حطت الحرب أوزارها. وهنا اود أن أتقاسم معكم ما خصني به أحد الكتاب الأصدقاء في تعليق على “حرب الجنوب” هاته معتبرا إياها بمثابة تراجي ـ كوميديا.
«هذه تسمى ملهاة الزمن الراهن ، الذي يلعب ادوارها كل من اسرائيل وهي تريد ان تجعل منها امريكا الشمس التي تمنح الضوء للكواكب التي تحيط بها، وايران التي تناولها في هذا الدور المدعوم من طرف قوى آسيا وعلى رأسها الصين وروسيا والكواكب الآسيوية التابعة لهما».


