في المباراة المؤهلة إلى كأس العالم، في قطر، خسر المنتخب الجزائري في الأنفاس الأخيرة من المقابلة. و لمصيرية المباراة، ظل الجمهور الجزائري متعلقا بأي سبب، على امل ان يستعيد تأهله إلى المونديال القطري.
جرى مداد غزير، و تعالى صراخ كثير حول المباراة، ونسجت في إثر ذلك حكايات أغرب من الخيال. كان المتهم الحكم غاساما، الذي حيكت عنه اتهامات بالرشوة والفساد. واقعيا، انتهت المباراة، لكن الأمل لم ينته معها: أمل معانقة الحلم المونديالي، من خلال الالتحاق بالفرق المؤهلة للمشاركة في قطر. ظل ذلك الأمل حيا حتى آخر لحظة، أي قبل أيام من الافتتاح. عندئذ، سقط الحلم الجزائري، وتبين ان هناك سذاجة فظيعة، ساهم في تجذيرها إعلام فقير بائس، ونظام مغرور سادي.
ولكن، ما العلاقة بين الانتخابات الإسبانية ومباراة الجزائر- الكاميرون؟
ظاهريا، ليست هناك أية علاقة. لكننا إذا تأملنا جيدا، سنجد ان الأمل في إعادة قرار الرئيس الإسباني إلى ما قبل اعترافه بحقوق المغرب في الصحراء، هو نفسه الأمل في إعادة المباراة بين الجزائر والكاميرون.
اليوم، نتائج الانتخابات الاسبانية تمنح تحالف سانشيز الفرصة الأقرب، حسابيا، لتشكيل الحكومة. وسواء بنجاح اليسار في تشكيل الحكومة، عبر استمالة بعض أصوات الأحزاب الانفصالية، أم نجاح اليمين الشعبي، عبر تحالف الحزب الشعبي مع “فوكس” المتطرف، أم إرجاع الكرة إلى الملك، في انتظار إعادة الانتخابات، فإن التراجع عن قرار الدولة الاسبانية، في ما خص التعاطي الجديد مع مغربية الصحراء، مسألة إلى غير رجعة بالمرة.
التراجع عن القرار الاسباني، من هذهِ الناحية، هو بمثابة تراجع عن حقيقة هزيمة الجزائر أمام الكاميرون.
هل تصح عودة الحكم غاساما لإعادة المباراة؟ وفي حال إذا ما عاد، هل يعاد التباري، مجددا، من اجل الظفر بكأس العالم في قطر؟ هل تلزم الأرجنتين، بالتبع، بإعادة الكأس إلى الفيفا؟