أخبارإقتصاد

لما لا تمديد مشروع خط الـ RER مراكش-بنجرير إلى آسفي؟

ضرورة من أجل جهوية متقدمة وعدالة مجالية

بقلم: رضا جعالي

يعيش المغرب اليوم مرحلة مفصلية في مسار التنمية الترابية. فبعد اقتراح إنشاء خط يربط وجدة – الناظور عبر تاوريرت، وإعادة تشغيل القطار تازة – فاس بمناسبة افتتاح المحطة الجديدة بمدينة تازة، أصبح من الضروري التفكير في مشروع يعكس فعلياً هوية الجهة المسماة مراكش-آسفي: ويتعلق الأمر بتمديد مشروع خط القطار الجهوي السريع (RER) الذي سيربط مراكش ببنجرير ليصل إلى مدينة آسفي. هذا المقترح لا يندرج فقط في إطار تحسين التنقل، بل ينسجم مع التوجهات الوطنية التي أكد عليها جلالة الملك في خطاب العرش لسنة 2025، ومع مرتكزات الجهوية المتقدمة.

في خطاب العرش لسنة 2025، شدد جلالة الملك على أنه «لا مكان اليوم ولا غداً لمغرب بسرعتين»، داعياً إلى اعتماد برامج تنموية ترابية جديدة تقوم على تثمين خصوصيات كل منطقة، وتعزيز التضامن بين الأقاليم والجهات، وتفعيل الجهوية المتقدمة كإطار مؤسساتي لتحقيق العدالة الاجتماعية والعدالة المجالية. هذه الرؤية الملكية تمنح بعداً قوياً لكل مبادرة تسعى إلى ربط مكونات الجهة وتعزيز تكاملها الاقتصادي والاجتماعي.

جهة مراكش-آسفي تزخر بمؤهلات هامة: ميناء آسفي، الصناعة الكيماوية، الفلاحة، النشاط المنجمي بيوسفية، والموارد السياحية والثقافية. إن تمديد خط الـ RER إلى آسفي سيحقق عدة أهداف:

  • ربط الميناء الاستراتيجي لآسفي بمدينة مراكش وباقي مكونات الجهة، مما يسهل حركة البضائع والأشخاص.

  • فك العزلة عن بعض المناطق، وتيسير الولوج إلى الخدمات الأساسية من صحة وتعليم وتنقل، وهو ما يتماشى مع دعوة جلالة الملك لتحقيق العدالة المجالية.

  • تعزيز الهوية الجهوية والإحساس بالانتماء، من خلال توفير نفس الفرص التنموية لسكان مراكش وآسفي واليوسفية على حد سواء.

إن مثال إعادة تشغيل القطار تازة – فاس يؤكد أن إعادة إحياء بعض الخطوط أو تمديدها أمر ممكن ومطلوب. كما أن مقترح وجدة – الناظور عبر تاوريرت يندرج في نفس المنطق الذي يربط التنمية بالنقل ويجعل من البنية التحتية رافعة للاندماج الجهوي.

وأخيراً، فإن تمديد خط الـ RER إلى آسفي ينسجم تماماً مع روح خطاب العرش لسنة 2025، الذي دعا إلى إطلاق برامج تنموية ترابية من جيل جديد، ترتكز على التكامل، التضامن، الاستثمار في البنيات الأساسية، وحكامة جهوية قوية. إن إنجاز مثل هذا المشروع سيكون تجسيداً ملموساً للجهوية المتقدمة، وسيُسهم في بناء مغرب واحد، موحد ومتوازن.

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci