بقلم: زكية لعروسي

في الوقت الذي يواصل فيه المغرب بناء مستقبله على أسس الاستقرار والتقدم، تتربص به أياد آثمة تحاول العبث بأمنه ووحدته الترابية. اكتشاف ترسانة خطيرة من الأسلحة في منطقة بودنيب، على الحدود الشرقية للمملكة، ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو جزء من مخطط إرهابي خبيث يهدف إلى زعزعة استقرار المملكة. ولكن، وكما كان الحال دائما، فإن المغرب بفضل يقظة أجهزته الأمنية وكفاءة مؤسساته الأمنية، كان وسيظل حصنا منيعا في وجه كل من تسوّل له نفسه المساس بأمنه. السؤال الذي يبقى معلقا : من أين جاءت هذه الأسلحة؟ وكيف وصلت إلى حدودنا؟
مواصلة للأبحاث المنجزة على خلفية تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش بمنطقة الساحل، عملية الرصد والتحري تقود إلى حجز سلاحي كلاشينكوف مع خزانين للذخيرة، وبندقيتين ناريتين، وعشر مسدسات نارية فردية من مختلف الأنواع، وكمية كبيرة من الخراطيش والطلقات النارية من عيارات مختلفة، وذلك… pic.twitter.com/sUFB5gqsCa
— DGSN MAROC (@DGSN_MAROC) February 20, 2025
إن ضبط أسلحة كلاشينكوف ومسدسات وذخائر بمختلف العيارات، فضلا عن الأسلحة الفردية التي تم العثور عليها، يطرح أسئلة مشروعة حول الجهات التي تقف خلف هذا المخطط الإجرامي. هذه الكمية من الأسلحة لم تأت من العدم، ولم تصل إلى ترابنا صدفة، بل هناك من دبّر وخطّط وأراد أن تكون جزءا من مشروع تخريبي خطير.
التاريخ والمستجدات الأمنية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذه المحاولات تنطلق من الأراضي المجاورة، حيث تتواطأ جهات معروفة مع الجماعات المتطرفة والتشكيلات الإرهابية لتمرير هذه الأسلحة إلى المملكة. وليس من المستبعد أن تكون هذه العملية امتدادا لمخططات إرهابية تم إفشالها في وقت سابق من قبل الأجهزة الأمنية المغربية، التي لطالما كانت بالمرصاد لكل تهديد. فالإرهاب والتآمر لن يُثنيا المغرب عن مساره!
إن تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش، تتلقى أوامرها من قادة في منطقة الساحل، يؤكد أن المملكة مستهدفة من جهات تحاول زرع الفوضى وضرب استقرارها. لكن هؤلاء واهمون! المغرب موحد بقيادته وشعبه، ويقف صفا واحدا في وجه كل التهديدات، مسلحا بمؤسساته الأمنية القوية واليقظة المستمرة التي تجعل من أي مخطط إرهابي مجرد وهم قبل أن يصبح خطرا حقيقيا.
إن هذه العمليات الإجرامية لن تزيد المغرب إلا إصرارا على الدفاع عن سيادته، ولن تؤثر قيد أنملة في وحدته الترابية. ومن يعتقد أن بضع بنادق وذخائر يمكن أن تهز أمن هذا الوطن، فهو لا يعرف شيئا عن المغرب، أرض الرجال، وحصن الأبطال. المغرب أقوى.. وستبقى رايته عالية خفاقة!
أيها الوطن العزيز، يا مغرب المجد والعزة، هذه التحديات لن تزيدنا إلا حبا في ملكنا، وفخرا بأرضنا، وعشقا لصحرائنا التي تسكن في قلوبنا. لن ترهبنا المؤامرات، ولن تنال منا دسائس الأعداء، فنحن جنودك، في الداخل والخارج، سيوف مشرعة في وجه كل من يحاول المساس بأمنك.
نموت وتحيا يا وطني، فداك دماؤنا وأرواحنا، ونحيا على قسم الوفاء لك، متمسكين بعزتك، مرابطين في حبك، حاملين رايتك خفاقة في السماء. الصحراء في قلوبنا، والوطن في أرواحنا، والعرش في ضمائرنا. عاش المغرب، عاش الملك، وعاشت الصحراء مغربية إلى الأبد!