رشيدة داتي في العيون: عودة الجذور وانتصار التاريخ ـ فيديو

بقلم: زكية لعروسي

“الإنسان لا ينسى أصله ولا يتنكر لتربته”، هكذا يقول المثل، وهكذا تجسدته خطوة فرنسا بزيارة وزيرة ثقافتها، رشيدة داتي، إلى العيون، القلب النابض للصحراء المغربية. إنها ليست مجرد زيارة بروتوكولية، بل شهادة صريحة على مغربية الصحراء، وخطوة ترسخ جذور التاريخ وتؤكد أن الحق لا يضيع ما دام وراءه من يدافع عنه وترجع الجذور إلى أرضها

رشيدة داتي، ابنة المهاجر المغربي، تعود اليوم ليس كفرد، بل كصوت رسمي يمثل فرنسا، البلد الذي طالما شكل محورًا في معادلة الصحراء. حين وطأت قدماها تراب العيون، لم تكن تزور فقط مدينة مغربية، بل كانت تعيد إحياء ذاكرة آلاف المغاربة من أبناء المهجر الذين لم تقطعهم المسافات عن وطنهم. هي ابنة هذا التراب، وابنة هذا التاريخ، وكما يقال: “الغصن يميل لكنه لا ينكسر، والجذور تظل ثابتة في الأرض”. وبهذا ترسم فرنسا موقفا جديدا. وعيون العيون شاهدة

وصول وزيرة الثقافة الفرنسية إلى العيون لا يمكن أن يكون خطوة عابرة، بل هو إعلان واضح بأن فرنسا تتقدم بثبات نحو موقف أكثر انسجامًا مع الحقائق التاريخية والسياسية. إنها لحظة فارقة تعكس مسارا جديدا في الموقف الفرنسي، يتجاوز التردد نحو الاعتراف الضمني والعلني بمغربية الصحراء.

زيارة ترفايا والمواقع الأثرية، مثل متحف أنطوان دو سانت-إكزوبيري والموقع الأثري كازامار، تحمل رمزية كبيرة، فهذه الأرض التي ألهمت كاتب “الأمير الصغير”، ليست مجرد صحراء ممتدة، بل ذاكرة متجددة، تربط الماضي بالحاضر، والمغرب بالعالم. فالصحراء مغربية بالهوية والتاريخ والواقع

حين تخطو شخصية من حجم رشيدة داتي في العيون، فهي لا تعبر فقط عن موقف فرنسا، بل تؤكد أن مغربية الصحراء لم تعد قضية نقاش، بل حقيقة مترسخة مثل الشمس في سماء هذا التراب. وكما يقول المغاربة: “الشمس لا تغطى بالغربال”، ومهما حاول خصوم الوحدة الترابية التشكيك، فإن الحقائق تفرض نفسها. إذ  ان المغرب وفرنسابينهما  تحالف يعبر الزمن

لطالما ربط المغرب وفرنسا خيط مشترك من التاريخ والسياسة والثقافة، واليوم، مع وصول داتي، يتأكد أن هذا التحالف ليس مجرد كلمات، بل أفعال ومواقف. هذه الخطوة تفتح الباب أمام مزيد من الاعترافات، وتؤكد أن المستقبل يحمل للمغرب مزيدا من الانتصارات الدبلوماسية.

رشيدة داتي لم تأتِ وحدها، بل جاءت ومعها الحقيقة، ومعها التاريخ، وعاملة شهادة من قلب فرنسا أن الصحراء كانت وستظل مغربية، وووشما من قلوبنا كمغارة المهجر فكما قال الأجداد: “الحق يعلى ولا يعلى عليه”.