بعد استنفاذ جميع المراحل القانونية والادارية لمسطرة التسليم، وافقت السلطات المغربية، اامس الأربعاء 25 يناير 2023، على تسليم المواطن الفرنسي سيباستيان راوولت للقضاء الأمريكي، وذلك تنفيذا لمسطرة تسليم المجرمين المنجزة في إطار علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في المجال الجنائي.
وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد عرضت سيباستيان راوولت على القضاء، حيث أصدرت الغرفة الجنائية بمحكمة النقض بالرباط، بتاريخ 20 يوليوز 2022، قرارا يقضي بالموافقة على تسليمه إلى القضاء الأمريكي.
[A LA UNE A 18H]
Le jeune Français Sébastien Raoult, accusé de cybercriminalité par les autorités américaines, a été extradé cet après-midi du Maroc vers les Etats-Unis #AFP 4/5 pic.twitter.com/szFPJfrOIA— Agence France-Presse (@afpfr) January 25, 2023
وفي 26 دجنبر المنصرم، أبدى سيباستيان راوولت موافقته على مرسوم التسليم الذي وقعه رئيس الحكومة، وقام بتوقيع محضر التبليغ الذي تكلف به ضباط الشرطة القضائية بالسجن المحلي “تيفلت-2″، الذي كان فيه المعني بالأمر يقضي فترة اعتقاله على ذمة مسطرة التسليم.
إجراءات نقل المواطن الفرنسي سيباستيان راوولت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أشرف عليها ضباط من مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذين سافروا من مطار محمد الخامس الدولي نحو مطار جون كينيدي بنيويورك على متن رحلة جوية انطلقت في حدود الساعة الثالثة وخمسين دقيقة من زوال اليوم الأربعاء.
وتعود تفاصلي هذه القضية إلى يوم 31 ماي 2022، عندما اعتقلت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتنسيق مع شرطة مطار الرباط سلا، سيباستيان راوولت، البالغ وقتها من العمر 21 سنة، وذلك تنفيذا لأمر دولي بإلقاء القبض صادر عن القضاء الأمريكي في قضايا تتعلق بالاحتيال المعلوماتي وانتحال هويات الغير والانتماء لشبكة إجرامية متخصصة في القرصنة المعلوماتية تدعى “shiny Hunter”، تتهمها السلطات الأمريكية بارتكاب هجمات معلوماتية منظمة ضد العديد من الشركات والمقاولات العالمية.
وبتسليم سيباستيان راوولت للقضاء الأمريكي، تكون السلطات المغربية ونظيرتها الأمريكية قد أجهضتا سلسلة من المحاولات التي قام بها محامي المعني بالأمر، والتي كان يراهن عليها لتعطيل ومنع قرار التسليم، إذ نقلت عنه مصادر إعلامية فرنسية أنه طرق باب لجنة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، كما طعن في اختصاص القضاء الأمريكي في الجرائم المنسوبة لموكله سيباستيان راوولت.
وحسب تقارير إعلامية أمريكية، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) كان يعتبر الفرنسي سيباستيان راوولت واحدا من أكبر المطلوبين في جرائم القرصنة المالية والاحتيال المعلوماتي. فالسلطات الأمريكية تتهم هذا الأخير بالانتماء لشبكة إجرامية منظمة نجحت في تنفيذ العديد من الهجمات المعلوماتية ضد شركات موجودة في أمريكا وبدول أخرى، وتمكنت من سرقة الملايين من الملفات التي تتضمن معطيات شخصية خاصة بالزبائن، قبل أن تعرضها للبيع والابتزاز.
ورجحت التقارير الصحافية الأمريكية أن تكون الشركات والمقاولات التي تعرضت للاختراق والقرصنة قد ناهزت 60 شركة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بعض الدول الأخرى.
سيباستيان راوولت، الذي سلمه المغرب لوزارة العدل الأمريكية، يخفي وراءه قصة طويلة وتطوق عنقه جرائم معلوماتية معقدة، تصل عقوبتها القصوى إلى أكثر من 116 سنة سجنا نافذا حسب القانون الأمريكي.
ومن المنتظر أن تعرف محاكمة الفرنسي سيباستيان راوولت من طرف القضاء الأمريكي مستجدات كثيرة، خصوصا وأن مصادر عديدة اعتبرته “واحدا من زعماء الشبكة الإجرامية المتخصصة في القرصنة المعلوماتية المعروفة باسم shiny Hunter”.