أخبارمجتمع

رغم إلغاء شعيرة الذبح.. فوضى أسعار اللحوم الحمراء تُلهب الأسواق قبيل عيد الأضحى 2025-فيديو

شهد سوق اللحوم الحمراء في المغرب، مع اقتراب عيد الأضحى، ارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار، ما أثار قلقًا واسعًا لدى المواطنين، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تثقل كاهل فئة عريضة من الأسر المغربية.

فقد سجّلت أسعار لحم البقر والغنم قفزات صادمة، تجاوزت في بعض المدن 110 دراهم للكيلوغرام الواحد من لحم البقر، و120 درهمًا للغنم، مما يجعل الأضحية بعيدة عن متناول شريحة كبيرة من المواطنين، بل وغير ممكنة للكثيرين.

هذا الارتفاع غير المبرر يأتي في وقتٍ حساس، يتطلب من الجهات المسؤولة التحرك العاجل والفاعل للحد من الفوضى التي تعرفها الأسواق، وردع المضاربات التي تقودها بعض الأيادي الجشعة، ممن يستغلون قرب العيد لإضعاف القدرة الشرائية للمواطنين واستنزاف جيوبهم.

وما يزيد من فوضى الوضع هو أنه مع توجيه ملكي واضح، حيث قال الملك في الرسالة”من منطلق الأمانة المنوطة بنا، كأمير للمؤمنين والساهر الأمين على إقامة شعائر الدين وفق ما تتطلبه الضرورة والمصلحة الشرعية، وما يقتضيه واجبنا في رفع الحرج والضرر وإقامة التيسير، والتزاما بما ورد في قوله تعالى: “وما جعل عليكم في الدين من حرج”، فإننا نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة.

وأوضح الملك في رسالته أن الاحتفال بعيد الأصحى “ليس مجرد مناسبة عابرة، بل يحمل دلالات دينية قوية، تجسد عمق ارتباط رعايانا الأوفياء بمظاهر ديننا الحنيف وحرصهم على التقرب إلى الله عز وجل وعلى تقوية الروابط الاجتماعية والعائلية، من خلال هذه المناسبة الجليلة”.

وتابع أنه “حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكبه واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية”.

أمام هذا المشهد القاتم، تتعالى الأصوات المطالِبة بإجراءات عاجلة تشمل:

  • تكثيف المراقبة الصارمة على أسواق الماشية،

  • محاسبة السماسرة والوسطاء الذين يرفعون الأسعار بشكل وهمي،

إن عيد الأضحى، الذي كان دوما مناسبة للفرح والتكافل، أصبح هذا العام مصدر قلق وضغط نفسي، وهو ما يستوجب تدخلاً حازمًا، يعيد التوازن إلى الأسواق ويُرجع الطمأنينة إلى نفوس المواطنين.

فالسكوت عن هذا الغلاء غير المسبوق يُعدّ تواطؤًا مع المستغلين، ويقوّض ثقة المواطنين في المؤسسات.

بقي الأمل معقودًا على أن تعي الجهات المعنية حجم الأزمة، وتتحرك بسرعة وفعالية، حماية للكرامة الاجتماعية للمغاربة، وصونًا لقيم العيد التي لا يجب أن تتحول إلى عبء على الفقراء والمحتاجين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci