بقلم: زكية لعروسي
بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، عُقدت ندوة حوارية مميزة عبر تقنية “زووم” تحت عنوان: “الأحواز العربية: قرن من النضال والثورة من أجل حق تقرير المصير والاستقلال من الاحتلال الإيراني.” شارك في الندوة شخصيات عربية ودولية بارزة، مثل رئيس منظمة بلاء دول من المملكة المتحدة، والسيد يوهانس من الاتحاد الأوروبي ممثلا منظمة سالوكس، والسيد غراهام ويليامز. كما حضرت قيادات وممثلون عن الشعوب غير الفارسية، بما في ذلك الأتراك الأذريون، الأكراد، البلوش، والتركمان، إلى جانب ممثلين عن الفصائل الأحوازية.
في مداخلته الرئيسية، أكد السيد صلاح أبو شريف، رئيس الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، أن القضية الأحوازية ليست قضية محلية فحسب، بل هي شأن عربي وإنساني يتطلب اهتماما عالميا. وأشار إلى الاحتلال الإيراني الذي بدأ في عام 1925 وما تبعه من سياسات قمعية استهدفت طمس الهوية العربية للأحواز. كما شدد على أن إيران تواجه اليوم انهيارا تدريجيا بفعل المقاومة المتصاعدة للشعوب غير الفارسية التي تشكل أكثر من 70% من سكان إيران، إضافة إلى تصاعد الوعي العربي والإقليمي تجاه خطر المشروع الإيراني.
تناولت مداخلات عديدة أبرز السياسات الإيرانية التخريبية التي تزعزع استقرار المنطقة، ومن أبرزها:
1. زعزعة الاستقرار الإقليمي عبر تدخلاتها في دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، خلقت إيران أزمات طويلة الأمد، لكنها باتت تواجه مقاومة متزايدة.
2. استغلال المليشيات باستخدام طهران مليشياتها لتعزيز نفوذها، إلا أن ضعف هذه الأدوات أصبح واضحا.
3. الهيمنة الاقتصادية والسياسية، فقد استنزفت إيران موارد الشعوب غير الفارسية، مما أدى إلى تدهور أوضاعهم الاقتصادية.
دعت الجبهة إلى تعزيز العمل السياسي والإعلامي لإبراز القضية الأحوازية في المحافل الدولية، مع الاعتراف بحق الشعب الأحوازي في تقرير مصيره واستعادة سيادته. وشددت على أهمية التحالف مع الشعوب غير الفارسية المضطهدة، إلى جانب دعم الاحتجاجات الداخلية لإسقاط النظام القمعي الإيراني.
ما ميز هذه الندوة مداخلة كل من الصحفي المغربي عبد العزيز المريمي عضو الاتحاد العالمي للصحفيين، والدكتور محمد عصام لعروسي مدير مركز منظورات للدراسات الاستراتيجية.
في كلمته، أشار الصحفي المغربي عبد العزيز المريمي إلى ضعف الدعم العربي للقضية الأحوازية رغم عدالتها وأهميتها. وحذر من تداعيات السياسات الإيرانية التخريبية التي تهدد الأمن الإقليمي، داعيا إلى تحرك عربي موحد لمواجهة التحديات.
من جانبه، قدم الدكتور محمد عصام لعروسي، مدير مركز منظورات للدراسات الاستراتيجية، قراءة عميقة للقضية الأحوازية في ظل التحولات الإقليمية. وأكد أن إيران تواجه أزمة وجودية شاملة نتيجة العقوبات الاقتصادية، والضغوط الشعبية، والتغيرات الدولية. واعتبر أن هناك فرصة تاريخية لدعم القضية الأحوازية باعتبارها جزءا من معركة إعادة صياغة الأمن القومي العربي.
في ظل تراجع النفوذ الإيراني، شدد الدكتور عصام العروسي على ضرورة تبني استراتيجية عربية ودولية متكاملة لدعم القضية الأحوازية، تقوم على:
1- تعزيز الشرعية الدولية لمطالب الشعب الأحوازي.
2- إبراز البعد الجيوسياسي للقضية وربطها بأمن واستقرار المنطقة.
3- استغلال الظرفية الحالية لتصعيد الضغط على إيران.
4- تحويل التعاطف العربي والدولي إلى برامج سياسية وإعلامية ملموسة.
وختم عصام العروسي مداخلته بالتاكيد على ان هذه اللحظة الفارقة لا تعني فقط سقوط مشروع توسعي، بل بداية جديدة يمكن أن تكون منطلقا لإحياء الأمل لشعوب المنطقة، وفي مقدمتها الشعب الأحوازي. إن إعادة بناء السردية الأحوازية لتكون جزءا من معركة الأمن القومي العربي، معززة بالشرعية الدولية، هو السبيل نحو تحقيق الحرية واسترجاع الأمجاد.
لقد آن الأوان لأن تتحول هذه القضية من مجرد نضال شعبي إلى فعل سياسي استراتيجي، يعيد صياغة الشرق الأوسط بما يتماشى مع تطلعات شعوبه للحرية والكرامة والسيادة.
اختتمت الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية الندوة بالتأكيد على أن النضال مستمر حتى تحقيق الاستقلال الكامل. ودعت الدول العربية، وعلى رأسها المملكة المغربية التي عُرفت بدعمها للقضايا العادلة، إلى لعب دور ريادي في دعم القضية الأحوازية. وأكدت أن تحرير الأحواز لا يخدم شعبها فحسب، بل يساهم في استقرار المنطقة بأسرها.
قد شكلت الندوة منصة هامة لتوحيد الجهود وتكثيف العمل من أجل نصرة الأحواز. وفي ظل التغيرات الإقليمية والدولية، تبرز هذه اللحظة كفرصة ذهبية لإحياء القضية الأحوازية وتحويلها إلى نقطة ارتكاز لاستراتيجية عربية شاملة تهدف إلى استعادة الاستقرار الإقليمي وضمان حق الشعوب في الحرية والسيادة.
اختتمت الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية الندوة بالتأكيد على أن النضال مستمر حتى تحقيق الاستقلال الكامل. ودعت الدول العربية، وعلى رأسها المملكة المغربية التي عُرفت بدعمها للقضايا العادلة، إلى لعب دور ريادي في دعم القضية الأحوازية. وأكدت أن تحرير الأحواز لا يخدم شعبها فحسب، بل يساهم في استقرار المنطقة بأسرها.
قد شكلت الندوة منصة هامة لتوحيد الجهود وتكثيف العمل من أجل نصرة الأحواز. وفي ظل التغيرات الإقليمية والدولية، تبرز هذه اللحظة كفرصة ذهبية لإحياء القضية الأحوازية وتحويلها إلى نقطة ارتكاز لاستراتيجية عربية شاملة تهدف إلى استعادة الاستقرار الإقليمي وضمان حق الشعوب في الحرية والسيادة.