مراسلة “الكوليماتور” في باريس: زكية لعروسي
في خضم لحظات لقائي الثقافي مع الأستاذ علي المرعبي مدير جريدة ” كل العرب” والوفد العربي الأحوازي، التي اتسمت بالجدية، قررت طرح بعض الأسئلة على هذين القائدين البارزين: الأستاذ صلاح أبو شريف الأحوازي، رئيس الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، والأستاذ طاهر أبو نضال الأحوازي، عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات العربية في الجبهة. تطرقت في أسئلتي إلى رؤاهم وتطلعاتهم حول مستقبل الاستقلال الذاتي للأحواز، وكيف يرون السبيل لتحقيقه في ظل تعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي الحالي. وكان سؤالي في البداية موجها للسيد صلاح أبو شريف، رئيس الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية:
“ما هي تطلعاتكم، وما الذي تنتظرونه من المملكة المغربية؟”
بهدوء وثقة، استهل إجابته، مؤكداً أن تطلعاتهم تتجاوز المطالب الآنية إلى آفاق أكثر عمقاً واستراتيجية. لم يكن حديث السيد صلاح أبو شريف مجرد طلب للدعم، بل كان نداءً موجهاً نحو مستقبل تتلاقى فيه الجهود العربية لنصرة قضية شعب عربي مضطهد. رأيت في كلماته ليس فقط مطلباً سياسياً، بل نداءً لضمير عربي مشترك، في لحظة تاريخية تتطلب منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً أمام التحديات التي تهدد الهوية والكرامة العربية. فكان جواب صلاح أبو شريف الأحوازي بصفته أمين عام الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، وعضو مجلس قيادة جبهة الشعوب غير الفارسية المضطهدة والمحتلة من قبل إيران ومسؤول علاقاتها الخارجية عضو الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الأحوازي كالآتي:
“يومكم طيب وسعيد،
في البداية، أود أن أعبر عن شكري العميق لحضرتكم ولأهلنا في المملكة المغربية، وبشكل خاص لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وللحكومة المغربية الشقيقة على مواقفها القومية والإنسانية، ودورها البارز والتاريخي في عالمنا العربي وفي إفريقيا والمجتمع الدولي، وهو دور ينبع من خبرتها ومكانتها الرائدة وتاريخها المجيد. إن المملكة المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله تُعدّ من الدول العربية ذات الثقل التاريخي والدبلوماسي الكبير في المنطقة وعلى الساحة الدولية.
تطلعاتنا تجاه الدور المغربي في دعم القضية الأحوازية تستند إلى عدة نقاط جوهرية. منذ بداية الاحتلال العسكري الإيراني لدولة الأحواز العربية في 20 نيسان 1925، وضمها قسراً دون أي حق قانوني أو شرعي، شعبنا لم ولن يعترف بهذا الاحتلال، واستمر في المقاومة بكل أشكالها، مقدماً العديد من التضحيات في سبيل استعادة حقوقه وحريته. اليوم، نأمل في الحصول على دعم قوي من أشقائنا العرب، وخصوصاً المملكة المغربية التي تحظى بمكانة استراتيجية في العالمين العربي والدولي.
أولاً، تعزيز الدور الدبلوماسي:
المغرب يمتلك إمكانات كبيرة تمكنه من تسليط الضوء على القضية الأحوازية في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، بفضل علاقاته المتميزة مع المجتمع الدولي. لطالما كان المغرب نصيراً للقضايا العربية العادلة، ويمكنه المساهمة بشكل فعال في نقل صوت الشعب الأحوازي والانتهاكات التي يتعرض لها إلى المجتمع الدولي.
ثانيًا، الدعم السياسي والإعلامي والثقافي:
نسعى إلى تعزيز التعاون بين المغرب والشعب الأحوازي من خلال مؤسساتنا الوطنية. نحن بحاجة إلى تسليط الضوء على معاناتنا نتيجة سياسات التطهير العرقي التي تهدف إلى محو هويتنا العربية. المغرب، بدوره، يمكن أن يلعب دوراً مهماً في دعمنا إعلامياً وسياسياً، مما سيساعد في كسب التأييد الدولي لقضيتنا.
ثالثًا، تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول العربية:
المغرب، من خلال موقعه وتاريخه العريق في حل النزاعات الإقليمية، قادر على بناء دعم قوي للقضية الأحوازية داخل العالم العربي. نأمل أن يتم إدراج شعبنا كمراقب في الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، وهذا يمكن أن يعزز الأمن القومي العربي في مواجهة التوسع الإيراني، خصوصاً أن الأحواز تمتلك ثروات طبيعية وموقعًا استراتيجياً.
رابعًا، التصدي للمشروع الإيراني التوسعي:
المغرب، بدوره، يمكن أن يدعم تحالف الشعوب غير الفارسية المحتلة من قبل إيران، و هم حلفاء استراتيجيين للشعب الاحوازي و للقضايا العربية العادلة بما فيها قضية الجزر العربية الاماراتية المحتلة من قبل ايران، و هم شعب اتراك ازربايجان الجنوبية، الأكراد، البلوش، والتركمان، والذين يمثلون مع الشعب العربي الاحوازي أكثر من 70% من سكان إيران. هذا التحالف يمثل تهديدًا جديًا للنظام الإيراني إذا ما حظي بدعم دولي مشروع وفقًا للقوانين الدولية. كما أن إيران تستخدم موارد و ثروات هذه الشعوب للتوسع و دعم المليشيات و زعزعة الامن و عدم الاستقرار في عموم المنطقة و في كافة القارات، بما في ذلك مشاركتها في الحروب المستمرة مثل الصراع في أوكرانيا.
في الختام، نرى في المملكة المغربية شريكًا استراتيجيًا يمكنه أن يلعب دورًا محوريًا في تعزيز قضية الأحواز على الساحة العربية والدولية. ونتطلع لدعم جلالة الملك محمد السادس نصره الله لهذه القضية العربية والإنسانية العادلة والمشروعة.”
الواضح أن الأحواز العربية، التي تعاني منذ عقود من الاحتلال الإيراني، تحمل آمالاً كبيرة تجاه المملكة المغربية، بوصفها دولة ذات ثقل سياسي ودبلوماسي في العالمين العربي والدولي. “نحن ننتظر من المغرب أن يكون صوتنا في المحافل الدولية، أن يدعم قضيتنا العادلة كما عهدناه دائماً، مدافعاً عن القضايا العربية الحقة.”
تابع حديثه بنبرة تشي بإيمان راسخ بأن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يمكن أن يلعب دوراً محورياً في حشد الدعم العربي والدولي لقضيتهم. وأضاف: “نحن نثمن الموقف المغربي المتزن والحكيم في كافة الملفات الإقليمية، وندرك أن الدبلوماسية المغربية، بما تملكه من خبرة ورؤية بعيدة المدى، تستطيع أن ترفع صوت الأحواز على الساحة الدولية.”