في إطار فعاليات المهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة، نظمت مائدة مستديرة تحت عنوان “استخدام الثروة الثقافية في الصناعات الثقافية والسينمائية في جهة الشرق”.
وركزت الندوة على أهمية استثمار التراث الثقافي والفني للجهة في تحقيق التنمية المستدامة، واستقطبت اهتمام شخصيات بارزة من عالم الفن والسينما، فضلا عن المسؤولين الترابيين، وفي مقدمتهم رئيس مجلس الجهة ورئيس المركز الجهوي للاستثمار.
جمعت هذه الندوة نخبة من المخرجين والمنتجين والفنانين، الذين ناقشوا دور السينما كوسيلة لنقل القيم الثقافية والترويج للجهة كوجهة فنية وسياحية.
تضمن النقاش عدة محاور أساسية حول كيفية استثمار الثروة الثقافية في تعزيز الصناعات السينمائية، وخاصة في جهة الشرق التي تمتلك ثراء ثقافيا فريدا.
وأكد المشاركون من الفاعلين الترابيين والفنانين أن استثمار هذا التنوع الثقافي في الإنتاج السينمائي يمكن أن يعزز من جاذبية المنطقة، ويحولها إلى مركز إقليمي للصناعات الثقافية.
كما أكد رئيس مجلس الجهة على أهمية تطوير استراتيجيات تتلاءم مع احتياجات المنطقة، بالتعاون مع المركز الجهوي للاستثمار وجمعية “سيني مغرب”، لتعزيز دور الفنون في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وشهدت المائدة المستديرة مداخلات مثمرة من المخرجين والمنتجين، حيث طرحوا رؤى حول الأطر القانونية التي تنظم الصناعة السينمائية في المغرب.
وأشاروا إلى ضرورة تهيئة بيئة تشريعية ملائمة تشجع على الاستثمار في هذا المجال، وتوفر حماية للملكية الفكرية والفنية.
وشدد المشاركون على أهمية وضع سياسات دعم شاملة تسهم في تمكين السينما كوسيلة أساسية لتعزيز الهوية الثقافية للمنطقة، وتجذب الاستثمارات من داخل المغرب وخارجه.
اختتمت المائدة المستديرة بخلاصات هامة تمثلت في الحاجة إلى تأسيس منصة رقمية شاملة تجمع وتوفر جميع البيانات المتعلقة بالصناعات الثقافية والسينمائية، بما يسهم في تسهيل العمل على المشاريع الفنية وتطويرها.
كما أجمعت الآراء على ضرورة الالتزام بالقوانين الوطنية المؤطرة للصناعة السينمائية وتوفير دعم سياسي قوي يواكب هذه المشاريع الطموحة.
تعتبر هذه الخطوات أساسية لتفعيل رؤية شاملة تدمج البعد الثقافي والفني ضمن عملية التنمية المستدامة للمنطقة، وتجعل من الثقافة عاملا فاعلا في بناء اقتصاد محلي قوي ومتنوع.