لم أبتلعها.. عن أولمبياد باريس أتحدث

بقلم: سارة بوعزة

أين نحن من تلك الرياضات الفنية الاستعراضية؟ ألا يحق لنا نحن، أيضا، أن نستمتع بمثل هذا التألق الأجنبي؟ أين نحن من الجمباز، رمي القرص، رمي الرمح، السباحة، التجديف، الرماية، التزحلق، الترومبولين، إلى آخره من تلك اللوحات الرياضية التي تفنن فيها، وتقدمت علينا فيها كل بلدان العالم؟ لماذا أصبحت مشاركاتنا تقتصر، فقط، على كرة القدم ( فريق أغلبه محترف بالخارج) والعدو (فقط في مسافة ٣٠٠٠ متر)، بينما نحن غائبون في المسافات الأخرى؟ كم هي المشاركات النسوية عندنا؟

أفبهذا تحدثون؟

وإن كنا نتوفر على جامعات وفدراليات، فإننا لم نلحظ لمشاركات أبطالنا المفترضين أثرا. في الأولمبياد الأخيرة. في رياضة التنس، على سبيل المثال، كان بلدنا المغرب يزخر بأبطال مثل أرازي، العيناوي وكذلك العلمي. لماذا تراجعنا إلى الوراء، واختفى كل شيء؟

نلاحظ، أيضا، أن هناك شبه تقسيم دولي (غير إرادي) يشوب المشاركات، كأن الدول المتقدمة (دول الشمال) سباقة في تنويع المشاركات والحضور القوي، في حين أن بعض بلدان الجنوب، ومنها بلادنا، مكتفية بالرياضات الشعبية. نحن لا ننكر أننا حديثو الاحتراف في معظم الرياضات، كما ان ذلك لا يعني أننا لن نتفوق إذا توفرت مستلزمات النجاح، سيما أن العالم اليوم لا يقصي أحدا، وفي ظل شعار الوزارة الوصية: “الرياضة للجميع”.

ترى أين الخلل ؟ وكيف يصطف أبطالنا بدورهم مع مثل هؤلاء الأبطال المبدعين لتلك الدول المتقدمة في الرياضة، وفي غيرها؟ إلى متى ستظل أزمة التدبير، وسوء الحكامة الرياضية مستحكمان لدينا؟ ألا يعلم هؤلاء المسؤولون أن كرسي المسؤولية هو روح الوطنية!

يبدو أنه آن الأوان لترك زمام الأمور لجيل جديد، لتدبير قطاع الرياضة بمختلف أشكاله، فالتنمية لا تحتاج إلى عصا داوود، أو عصا القديسة مريم. بل هي مسألة الرؤية المتطلعة، والعمل الدؤوب، وتغييب المصلحة الخاصة.

وطننا اليوم يزخر بطاقات هائلة، يجب الإيمان بقدراتها، وتحفيزها. المغاربة، اليوم، يذهلون العالم بمواهبهم، رغم ضعف الإمكانات، ووجود العراقيل. ومعلوم أنه إذا توفرت لهم الظروف سيبدعون. ما نرجوه، بالتأكيد، هو أن يشرع الباب للشباب، لحصد ترتيبات مشرفة في الاستحقاقات القادمة.. وبالطبع، ذلك لن يكون إلا ضمن سياسة رياضية حكيمة، عنوانها التدبير الجيد، وقوامها النتائج الإيجابية.