
هل هي تلك الفرحة العارمة التي تحسها عند تحقيقك لهدف من أهدافك و حصولك على شيء طال انتظاره؟
أم هي احساس داخلي يعتريك عندما تحس أن ما بداخلك يجد صداه و تناغمه خارجك و يتماهى معك؟
أم هي تلك الضحكة التي تخرج من أعماقك ليصل صداها عنان السماء؟ أم هي حالة من السلام و الصفاء الداخلي نتيجة تصالحك مع ذاتك و مع ما حولك؟ كيف يمكننا أن نحس بأننا سعداء و كيف نكون سعداء ؟؟؟
السعادة ببساطة هي الشعور العميق بلذة الحياة و الاستمتاع بها بدون سبب، و
الرضا عن الذات و التصالح مع النفس و التسامح مع الآخرين، و تختلف السعادة في معناها و مفهومها من شخص لآخر.
فالسعادة ليست بمقدار ما نملك من الأشياء، بل بمقدار ما نستمتع به في حياتنا و بما نملك. فالسعادة بالنسبة للحكيم أوشو هي ” تلك التي يعيشها و يستمتع بها الاطفال الصغار قبل أن تتلوث عقولهم بأفكار الكبار ” .
إن السعادة تأتي من داخل الإنسان و ليس من الخارج ، فهي اختيارك و قرارك أنت بأن تكون سعيدا. فهناك من يظل منتظرا للسعادة طوال حياته و لا يدركها و يضيع السعادة الحقيقية،
و هناك من يربط السعادة بحدوث شيء معين ينتظره دون الاستمتاع بما بين يديه. و آخرون يعتقدون أن السعادة هي خلو الحياة من المشاكل و المنغصات و هي تحقيق الاهداف و الطموحات المادية في الحياة ، لكن في كثير من الاحيان عندما تتحقق رغبتنا و نصل الى ما نصبو إليه، نسعى لتحقيق أمنية أخرى مرة أخرى دون الاستمتاع حتى بإنجازاتنا السابقة.
السعادة …
السعادة الحقيقية في الرضا و التصالح مع النفس و التعامل مع المشاكل بطريقة إيجابية، و الاستمتاع بكل ما بين أيدينا من أشياء مهما كانت صغيرة، فالسعادة الدائمة ما هي إلا شعور متكرر بالسعادة حول كل الامور مهما كانت بسيطة.
إن مكمن السعادة و أساسها يكمن في دواخل البشر جميعا إلا أنهم في بحث دائم و مستمر عنها خارج أرواحهم و أنفسهم ، مما يستنزف طاقاتهم من عمل و عائلة و أموال ليستشعروها لفترة صغيرة و خاطفة و يسعون بعدها في دوامة للحصول عليها مرة أخرى.
مفتاح راحتك و سعادتك هي مشاعرك فقط ، هي طاقتك الايجابية فإن ركزت على
السعادة فسوف تشعر بمشاعر و أحاسيس إيجابية … ارغب في حياة تليق بك وحدك ، وعشها بكل تفاصيلها من خلال المشاعر التي وهبك إياها الخالق لتنمو طاقتك الايجابية
فالمشاعر بيدك أنت أيها الانسان و ليست بيد الظروف و الاحداث.
لذلك راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال .. راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات .. راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع .. راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك.
دمتم بسعادة و بهجة و سلام


