مجتمع

ما معنى السعادة؟ (بقلم: حنان الأسمر، باحثة في التنمية الذاتية)

هل هي تلك الفرحة العارمة التي تحسها عند تحقيقك لهدف من أهدافك و حصولك على شيء طال انتظاره؟

أم هي احساس داخلي يعتريك عندما تحس أن ما بداخلك يجد صداه و تناغمه خارجك و يتماهى معك؟

أم هي تلك الضحكة التي تخرج من أعماقك ليصل صداها عنان السماء؟ أم هي حالة من السلام و الصفاء الداخلي نتيجة تصالحك مع ذاتك و مع ما حولك؟ كيف يمكننا أن نحس بأننا سعداء و كيف نكون سعداء ؟؟؟

السعادة ببساطة هي الشعور العميق بلذة الحياة و الاستمتاع بها بدون سبب، و
الرضا عن الذات و التصالح مع النفس و التسامح مع الآخرين، و تختلف السعادة في معناها و مفهومها من شخص لآخر.

فالسعادة ليست بمقدار ما نملك من الأشياء، بل بمقدار ما نستمتع به في حياتنا و بما نملك. فالسعادة بالنسبة للحكيم أوشو هي ” تلك التي يعيشها و يستمتع بها الاطفال الصغار قبل أن تتلوث عقولهم بأفكار الكبار ” .

إن السعادة تأتي من داخل الإنسان و ليس من الخارج ، فهي اختيارك و قرارك أنت بأن تكون سعيدا. فهناك من يظل منتظرا للسعادة طوال حياته و لا يدركها و يضيع السعادة الحقيقية،
و هناك من يربط السعادة بحدوث شيء معين ينتظره دون الاستمتاع بما بين يديه. و آخرون يعتقدون أن السعادة هي خلو الحياة من المشاكل و المنغصات و هي تحقيق الاهداف و الطموحات المادية في الحياة ، لكن في كثير من الاحيان عندما تتحقق رغبتنا و نصل الى ما نصبو إليه، نسعى لتحقيق أمنية أخرى مرة أخرى دون الاستمتاع حتى بإنجازاتنا السابقة.

السعادة …

السعادة الحقيقية في الرضا و التصالح مع النفس و التعامل مع المشاكل بطريقة إيجابية، و الاستمتاع بكل ما بين أيدينا من أشياء مهما كانت صغيرة، فالسعادة الدائمة ما هي إلا شعور متكرر بالسعادة حول كل الامور مهما كانت بسيطة.

إن مكمن السعادة و أساسها يكمن في دواخل البشر جميعا إلا أنهم في بحث دائم و مستمر عنها خارج أرواحهم و أنفسهم ، مما يستنزف طاقاتهم من عمل و عائلة و أموال ليستشعروها لفترة صغيرة و خاطفة و يسعون بعدها في دوامة للحصول عليها مرة أخرى.

مفتاح راحتك و سعادتك هي مشاعرك فقط ، هي طاقتك الايجابية فإن ركزت على
السعادة فسوف تشعر بمشاعر و أحاسيس إيجابية … ارغب في حياة تليق بك وحدك ، وعشها بكل تفاصيلها من خلال المشاعر التي وهبك إياها الخالق لتنمو طاقتك الايجابية

فالمشاعر بيدك أنت أيها الانسان و ليست بيد الظروف و الاحداث.

لذلك راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال .. راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات .. راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع .. راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك.

دمتم بسعادة و بهجة و سلام

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci