كثيرة هي المعالم التاريخية المعمارية التي تميز المدينة القديمة لوجدة وتعكس تراثها العريق بأبعاده الاجتماعية والاقتصادية والدينية والثقافية.
هذه المعالم وإن كانت قد اضطلعت بأدوار تاريخية وبذلت مجهودات لرد الاعتبار لها من خلال إعادة تهيئتها وصيانتها لتبقى شاهدة على ذاكرة وتاريخ مدينة الألفية إلا أنها لم يتم التعريف بها بالشكل الذي يجعلها تساهم بدور كبير في تنمية السياحة الثقافية بالمنطقة.
فأبواب المدينة القديمة وأسوارها وقصبتها المرينية وغيرها من المعالم الأخرى المتعددة تجسد هذا الطابع التاريخي والعريق لهذه المدينة التي لازالت تحافظ على كثير من خصائصها وشكلها المعماري الذي يغري عشاق السياحة الثقافية التي تعتبر في الوقت الراهن من أكبر عناصر الجذب السياحي.
وتضفي هذه المدينة العتيقة، التي تتواجد في قلب مدينة وجدة وتنضاف إلى مآثر أخرى تاريخية معمارية وثقافية وبيئية بالمنطقة، على مدينة الألفية طابعا خاصا ومتميزا نلمسه أساسا من خلال نمط البناء والأزقة الضيقة والدروب الملتوية.
ويمكن لزائر مدينة وجدة أن يغتنم الفرصة للوقوف على مختلف هذه المعالم التاريخية واكتشاف خبايا هذه المدينة القديمة بأبوابها الضخمة وقصبتها المرينية التي لازالت تحتفظ بهندستها المعمارية المتميزة وأزقتها ذات الطابع الخاص فضلا عن معالمها الدينية القديمة ومدرستها المرينية.
وإن ما يثير انتباه الزائر المتجول في مختلف دروب هذه المدينة القديمة هو الحركة التجارية الدؤوبة التي تشهدها بعض أماكنها بفعل احتضانها لعدد من المحلات التجارية المتنوعة المخصصة أساسا لبيع المجوهرات والأثواب ومنتجات الصناعة التقليدية بمختلف أنواعها وغيرها من السلع والمنتجات الأخرى المتنوعة.
ويشكل باب “سيدي عبد الوهاب”، الذي يعتبر من أقدم الأبواب، البوابة الشرقية للمدينة القديمة والممر الرئيسي نحو الأسواق التجارية، ويحمل بذلك اسم الولي الصالح “سيدي عبد الوهاب” الذي عاش بوجدة مدة من الزمن وتوفي فيها حيث لايزال ضريحه يتواجد داخل أسوار المدينة العتيقة غير بعيد عن هذا الباب الذي يحمل اسمه.