“السلطانة التي لا تنسى”.. كاميرا عبد الرحمن التازي لم تتوفق في تسليط الضوء على عالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي

بقلم: أبو وسيم

تم مساء يوم السبت 17 شتنبر 2022 عرض فيلم “فاطمة، السلطانة التي لا تنسى” وسط حضور جماهري قوي بقاعة ميكاراما غويا، وذلك من أجل متابعة المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، والتي تندرج ضمن فعاليات الدورة 22 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة.

إلا أن الفيلم الذي انتظره الجمهور طويلا كان مخيبا للآمال، بالنظر الى طريقة التعامل مع سيرة داتية لشخصية وازنة في علم الاجتماع بالمغرب، حيث افتقر الفيلم إلى مشاهد قوية مليئة بمواقف حساسة من شأنها أن تمس الجانب العاطفي للمتلقي، وتمكنه من التعرف أكثر على شخصية فاطمة المرنيسي.

في المقابل أفرط المخرج في التركيز على ثلاثة نقط أساسية: الأولى تتعلق بطيبوبة الراحلة المتمثلة في زرع الخير، وتقديم يد المساعدة للجميع، ومعاملتها المثالية في السخاء..، أما النقطة الثانية، فقد حول المخرج فاطمة المرنيسي، إلى متصوفة تتردد على زيارة أضرحة الأولياء الصالحين، محاولا في تصويره الكشف عن حبها الجارف لمشاهدة الجدبة على إيقاع الموسيقى العيساوية، أخيرا ركز المخرج على مرحلة الطفولة لفاطمة المرنيسي وحلمها في أن تصبح عالمة اجتماع.

فالتركيز على هذه النقط، وإغفال جوانب مرتبطة بالحياة الشخصية والإنسانية لفاطمة المرنيسي، جعل الفيلم يفتقر إلى القصة وإلى مشاهد مؤثرة تفتح شهية المتابعة بدون ملل أو كلل، لكن للأسف لم ينجح الفيلم في رسم صورة مكتملة العوالم تعكس شخصيتها ولو بشكل نسبي، ولم يتمكن من التعريف بقامة علمية وأكاديمية ناضلت من أجل الحقوق ومن أجل الاهتمام بالتراث الإسلامي، ووهبت حياتها للبحث من أجل تغليب المعرفة على الأمية ومحاربة الجهل والتزمت، في مجتمع تحكمه الذكورية والتفسير الخاطئ للدين.

بالإضافة إلى ذلك، لم يدرج المخرج في فيلم “فاطمة، السلطانة التي لا تنسى” لقطات حقيقية توثق الصوت والصورة لفاطمة المرنيسي، خاصة وأن عبد الرحمن التازي لم يكن يفارق ظلها كما جاء في الشريط، ولم يشر إلى اهتمامات الصحافة الوطنية بموضوع أيقونة علم الاجتماع والثقافة المغربية.

فعلا كان الفيلم مخيبا للآمال، لأن محمد عبد الرحمن التازي عود جمهوره على إنتاجات ناجحة، مثل فيلم باديس والبحث عن زوجة امرأتي وابن السبيل، الذي شارك فيه إلى جانب المرحوم نور الدين الصايل، والإعلامي السينفيلي صاحب برنامج سينما الخميس، علي حسن.

يشار إلى أن المخرج عبد الرحمن التازي، قد أجل تصوير مشروع شريطه الطويل بسبب الكوفيد، حسب ما أشارت إليه بعض المصادر المقربة منه، كما استبدل بعض الممثلين بآخرين، بعد أن تعذ رت عليهم المشاركة في آخر لحظة، ومن بينهم الممثلة زبيدة عاكف.

شارك في الفيلم نخبة من الممثلين المغاربة، كمريم الزعيمي التي لعبت دور عالمة الاجتماع، إلى جانب الممثلة المقتدرة مليكة العماري، مالك أخميس، نسرين الراضي، رشيد الوالي وآخرون.