فاطمة المرنيسي: هذا سر العودة القوية لرائدة الأدب النسوي بالمغرب (بقلم ذ. ابراهيم زرقاني)

تم مؤخرا انهاء تصوير فيلم حول حياة فاطمة المرنيسي من اخراج عبد الرحمان التازي بعنوان “فاطمة، سلطانة لا تنسى”, اذ تجسد مريم الزعيمي دور هاته الشخصية الهائلة والتي طبعت مسار البحث السوسيولوجي بالمغرب. لا يمكن لأي أحد أن يجادل المكانة التي تبوأتها في العالم العربي والغربي، حيث خصصت لها بعد موتها كراسي باسمها في أعرق الجامعات الدولية.

كما يتم حاليا انجاز الملامح الأخيرة لمسرحية تدور حول الكاتبة ومسالة الحلم خاصة وأنها كتبت كتابا بعنوان “أحلام نساء”، وقد ارتأت فرقة مسرح 19 أن تقدم هذا العمل تحت عنوان اخر “حلم، بلا حدود” عبر توليفة جميلة من النصوص المختارة والتي ستشكل قلب الأحداث التي ستنغمر فيها كل من أمال عيوش وسناء أسيف اللتان كانتا وراء فكرة انجاز هذا المشروع المسرحي واللتان عهدتا هذا العمل للمخرجة الفرنسية أن لور لييجوا بدعم من المعهد الفرنسي للمغرب والمعهد الفرنسي بفاس وإنتاج مسرح محمد الخامس بالرباط.

 

 

 

لما هاته العودة الى الاحتفال بهذا الوجه المشرق في ثقافتنا المغربية؟ أكيد أن هاته الالتفاتة أتت بعد سنوات من وفاتها، لكن ما تأكد في الآونة الأخيرة هو راهنية أبحاثها خاصة في ظل انبعاث الحركات النسائية مؤخرا في العالم، والتي تجسدت مؤخرا في العديد من التظاهرات التي أعلنت مجموعة من الشعارات التي من شأنها التأكيد على الحيف والازدراء التي تعيشه المرأة.

كل هذا يؤكد أهمية العودة الى هاته المرأة التي عرفت كيف تقدم قراءة عميقة للمرأة في إطار ثقافة ذكورية بامتياز. كما أنها كانت من السباقين وفي سنوات صعبة للإقامة في قلب منطقة الخطر وذلك عبر منجزها الفكري التفكيكي لكل البنيات التي من شأنها تعطيل دخول المرأة لمسرح الحياة كممثل حقيقي له دوره في بناء الأحداث وتغيير مجراها.

لا يفوتنا أن نشير الى كتب أخرى ظهرت في الآونة الأخيرة في نفس المسلك الذي ينير وجه هاته المفكرة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر “امرأة في بلد الفقهاء” لنزهة جسوس و “فاطمة المرنيسي والخيط الخفي للنسوية” لفريد مريني.

كل هاته الإشارات تعيدنا الى رد الاعتبار لهاته القامة الفكرية والتي في زمنها لم تعط لها الأولوية التي كانت تستحقها في بلدها.