الذكرى ال43 لاسترجاع إقليم وادي الذهب.. محطة بارزة في مسيرة استکمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة

يشكل تخليد الذكرى ال43 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، التي تحل اليوم 14 غشت، محطة بارزة في مسيرة استکمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة ، ومناسبة لتأكيد التعلق المكين للشعب المغربي بالعرش العلوي المجيد، تعبيرا على التعبئة المستمرة خدمة للقضية الوطنية.

14 غشت من سنة 1979، وفد على القصر الملكي بالرباط وفود علماء ووجهاء وأعيان وشيوخ سائر قبائل إقليم وادي الذهب لتجديد وتأكيد بيعتهم لأمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.

وبهذا العمل الوطني الخالص، يؤكد ساكنة إقليم واد الذهب على أنهم لن يفرطوا في هويتهم المغربية، مؤكدين للعالم أجمع بأن الصحراء ستظل مغربية وستبقى كذلك إلى الأبد، على الرغم من مناورات خصوم الوحدة الترابية.

 

 

 

 

واليوم، وبعد مرور 43 سنة على عودته إلى الوطن، يعيش إقليم وادي الذهب على إيقاع عملية تنموية مهمة ودعم يتميز بانجاز بنيات تحتية هامة ومشاريع كبرى، بما ينسجم مع الرؤية الطموحة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لجعل هذه المنطقة قطبا اقتصاديا رائدا على المستوى الوطني والجهوي ، وجسرا بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء ، من خلال ترسيخ نموذج تنموي جديد يقوم اساسا على تعزيز محرك التنمية ودعم قطاعات الإنتاج ودمج الشركات في النسيج الاقتصادي.

حدث وطني له من الرموز الدينية ما يجعله محطة نيرة في تاريخ المغرب. ويتعلق الأمر هنا بثوابت “البيعة” لإمارة المؤمنين، والتي أعطت منذ قيام حكم الدولة الإدريسية شرعية الخلافة بالمغرب والداعم للنظام السياسي بالبلاد. وعلى امتداد التاريخ شكلت هذه البيعة العروة الوثقى بين الشعب والعرش، ضمنت استمرار المملكة وصمودها رغم الأزمات والمحن، محافظة على الوحدة الوطنية من خلال إقامة جو من الأمن والاستقرار والتلاحم بين أفراد المجتمع من طنجة إلى الكويرة.

ومن المرتقب أن تعرف الصحراء المغربية، ارتفاعا في منسوب التنمية والرخاء وتحقيق المزيد من الازدهار، خاصة مع المشاريع التنموية الكبرى التي تم إحداثها. والحديث هنا عن مشروع الطريق السيار تزنيت الداخلة الذي يعتبر جسرا للتنمية، علاوة على مشروع ميناء الداخلة الأطلسي الذي من المرتقب أن يحول الصحراء لا محال إلى مركز ثقل مينائي بحري مغربي إفريقي على غرار ميناء طنجة المتوسطي.