هناك عدة شروح للفظ الملحون في المعاجم العربية، منها أن كلمة اللحن تعني الخطأ في الكلام، كما تعني الكلام الرديء، واللحن في الكلام الفصاحة وحسن نظم الكلام وتقديم الحجة والتنغيم ولحون العرب طرقها في الكلام، واللحن والتلحين حسن الصوت والشجى، والتلحين أي التأليف الموسيقي. ونرجح أن الملحون قد جمع كل هذه المعاني إلا معنى الخطأ، لأن ناظمي الملحون لا يمكن أن ينعتوا فنهم بالكلام الرديء، بل إنهم اعتزوا به إلى درجة أنهم أطلقوا على فنهم اسم “الكلام” و”علم الموهبة” (أي هبة من الله).
ويؤكد هذا ابن خلدون في “المقدمة” حينما تكلم عن الشعر باللغة العامية حيث قال: “وربما يلحنون فيه ألحانا”.
عناصر الملحون :
شيخ ” الشجية” أي الناظم أو الشاعر الذي يضع الكلمات حسب أوزان وقوالب موضوعة سابقا أو يبتكر أوزانا خاصة به إلا أنها كلها تدخل في إطار الأوزان الرئيسية والتي هي (المبيت ومكسور الجناح والمشتب والسوسي المزلوك والذكر) . أما من حيث التلحين فيفقد هنا العنصر الملحن لأن جميع الأوزان الشعرية ملحنة سابقا أو يتصرف فيها الشاعر حسب وزنه الجديد المبتكر ولهذا سمي بالملحون .
ثم يأتي دور شيخ الكريحة الذي يؤدي القصيدة بصوته الفصيح بعد الحفظ الجيد والإتقان صحبة الجوق الذي يعتمد آلات مغربية أصيلة مثل الكنبري (السويسن) والطعريجة والكف والدف ثم في ما بعد الكمان (الكمانجة: الكمال جاء) والعود والدربوكة والطر والشدادة (الكورال)الذين يردون على المغني “الحربة” أي اللازمة ويعينون على أداء “السرابة” (قصيدة قصيرة تأتي في مقدمة القصيدة الرئيسية)، بالإضافة إلى عزف الإيقاعات الملحونية وهي :
الكباحي:
الحضَّاري :
دريدكة أو انصراف القدام