من المعلوم أن الإدارة الفنية والثقافية لها خصوصيات تتميز بها على كل سائر أنواع الادارات المتعارف عليها، ولا يمكن للمسير او المدير أن ينجح في مأموريته الا إذا كان يعي معنى الفن والثقافة ومدركا للحس الفني ويكون قد غامر في مجال الابداع الثقافي بشكل كلي أو حتى جزئي، فيستطيع بالتالي أن يلامس ويعي الإبداع موضوعا وشكلا ليستطيع تقييمه و العمل على انمائه، و ذلك لتحقيق مراتب عليا تعطي الوجه الحقيقي لما يحققه بلدنا من تنمية و تقدم مستدامين.
إن ما تعيشه المعاهد والمركبات الثقافية من مشاكل موروثة من عهود بائدة سواء على المستوى التربوي أو على المستوى الإداري وكلاهما مسبب للآخر، فلا يمكن إصلاح أحدهما دون اصلاح الآخر. و في هذا الصدد، أود أن أتقدم ببعض الإقتراحات:
:
التسيير الإداري: نوده تسييرا أفقيا تشارك فيه جميع الفعاليات التربوية و الإدارية، بشكل ديمقراطي يتأقلم مع المستوى السياسي الناضج الذي وصلت إليه مملكتنا الشريفة.
بحيث نقوم بخلق مجلس للمؤسسة يمثل التربويين والإداريين بحضور ممثل عن اللجنة الثقافية والفنية المنتخبة، وتكون صلاحيته هي البحث في كل القرارات التي تهم تسيير المؤسسة. و ينعقد المجلس بشكل دوري أي كل ثلاثة أشهر.
ـ لجنة مسؤولي المصالح : تعنى بالمشاكل اليومية و تعقد يوما في الأسبوع.
ـ لجنة الإمتحانات : تعمل على تسيير الامتحانات فهي من تضع الامتحانات حسب مستويات التلاميذ و هي من تنظم البرمجة و توقيتها… و تعيين لجن التحكيم : التي تكون مطالبة بإعطاء النتائج الأخيرة بعد المداولات.
ـ مكتب خاص بشؤون الموظفين: يتابع ملفاتهم ويسهر على حل مشاكلهم الإدارية.
أما عمل المسير فهو جعل هذه اللجن تشتغل في تناغم تام لمصلحة المؤسسة و للاشعاع الذي نتوخاه لمدينتنا الدار البيضاء، اما قوتي فلن أظهرها في التسلط على الأساتذة و الموظفين بل ستظهر في المقترحات و المشاريع التي سأعرضها على مجلس المؤسسة و مشارع عمل و مشارع توأمات مع معاهد عالمية أخرى و مشاريع مع مؤسسات كبرى من أجل الرفع من الموارد المالية التي ستسيرها المصالح المختصة في البلديات المحتضنة و بذلك يطلب من هذه الأخيرة التجهيزات الضرورية، أي لن يقتصر على الاستهلاك المادي بل سيساهم أيضا في جلب الموارد المادية و المعنوية لمصلحة المؤسسة و الجماعة معا.
المحور الثاني: التسيير التربوي:
أما على المستوى التربوي فسيعمل جاهدا على تنظيم المواد و الشعب و اعادة النظر في طريقة تقديمها للتلاميذ و الطلبة ، أي سنقوم بمراجعات جذرية على المستوى البيداغوجي و ادخال مواد جديدة حديثة نطعم بها المواد القديمة الكلاسيكية على مستوى الموسيقى و المسرح و الرسم…
مثلا إدخال مادة الموسيقى المغربية لتدرس بشكل علمي أكاديمي لا من حيث الشكل و لا من حيث المضمون، و احداث قسم للإيقاعات المغربية الغنية و التي بدأت في الاندتار
ثم إحداث قسم الفن التشكيلي المعاصر وكذلك قسم للمسرح النظري إلى جانب التطبيقي منه.
المحور الثالث: انشاء مكتبة خاصة بالفنون ومعرض الآلات الموسيقية والإبداعات التشكيلية:
ستعمل الإدارة والأساتذة والتلاميذ على انشاء مكتبة خاصة بكتب الفنون في جميع المجالات الموسيقية والتشكيلية والمسرحية وغيره حتى نجعلها قريبة من مريديها من أجل توسيع ثقافتهم ومداركهم وتأكيد أن الفنون في نفس الوقت هي علوم انسانية لابد من دراستها دراسة علمية اكاديمية…كذلك العمل على أحداث نواة لمتحف خاص بالآلات الموسيقية التي لها تاريخ فني مميز ولوحات تشكيلية لأستاذة او تلاميذ تركوا بصمة في الميدان الذي عملوا فيه.
وتوثيق الأعمال الإبداعية في جميع المجالات الفنية والثقافية من أغاني وملحمات ومسرحيات بمساعدة حاسوب خاص لذلك يكون في متناول الباحثين والشغوفين. وهكذا نحافظ على ذاكرة المؤسسة من أجل تفادي التكرار وإذكاء العمل الإبداعي والحفاظ على موروثنا اللا مادي والغني بالوانه وتشكيلاته.
وشكرا.