في أمريكا اللاتينية، المغرب يعزز مكانته كمنسق متميز في خدمة التعاون الثنائي والتعاون جنوب-جنوب

يواصل المغرب تعزيز مكانته في أمريكا اللاتينية والوسطى، كمنسق متميز في خدمة التعاون الثنائي والدفاع عن مصالحه الاستراتيجية وإشعاعه الدولي، ولكن أيضا خدمة للتعاون بين هذه المنطقة والقارة الإفريقية، على أساس تعددية الأطراف التي تعزز الأمن الجماعي وتستجيب لتوقعات شعوب الجنوب.

وبفضل الدبلوماسية النشطة، وتحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تواصل المملكة، بالفعل، مضاعفة الجهود والتحركات القوية، لإعطاء الزخم الضروري لهذا المحور الرئيسي للشراكة جنوب-جنوب، والذي أصبح أكثر أهمية في السياق الحالي لأزمة صحية وسوسيو-اقتصادية غير مسبوقة.

وبدأت هذه الدينامية منذ الزيارة الملكية في سنة 2004 للعديد من بلدان أمريكا اللاتينية، تسليط الضوء على الدور الرئيسي للمغرب وريادته في تعزيز العلاقات بين العالم العربي وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، والتي لها أسس تاريخية متينة وقيم مشتركة، وكذا الاهتمامات والتطلعات المشتركة للتنمية، والتحرر الديمقراطي الكامل وتحسين رفاه المواطنين والسلام والاستقرار.

وفي إطار علاقة الثقة هاته التي تم بناؤها بتأن، والتي تؤكد، يوما بعد يوم، عزلة الجزائر والفشل الذريع للدعاية الانفصالية، تمت كتابة فصل آخر نحو مزيد من التقارب والشراكة على المستوى البرلماني. وكرمز لذلك، فإن البرلمان هو المؤسسة المحورية للديمقراطية والتمثيل الشعبي.

وفي مقر برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي (بارلاتينو)، الذي عقد جمعيته السنوية في بنما، تم افتتاح فضاء مغربي يحمل اسم “مكتبة الملك محمد السادس”. ويهدف هذا الفضاء إلى أن يكون بوابة للتقريب بين شعوب إفريقيا وهذا الجزء من العالم، ويوفر منصة رقمية تفاعلية مهمة للتوثيق والاتصال المباشر مع البرلمانات الوطنية للدول الـ23 الأعضاء في البارلاتينو.

وحظي هذا الفضاء، الذي يرمز إلى التعاون والصداقة، بإشادة عالية، من خلال الإعلان الرسمي لقمة رؤساء الاتحادات البرلمانية الإقليمية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وأشار الإعلان، الذي وقعته رئيسة برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي، سيلفيا ديل روزاريو خياكوبو، ورئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي، محمد علي حوميد، ورئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، سيدي محمد تونيس، والسيد النعم ميارة بصفته رئيسا لمجلس المستشارين، ورئيسا لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة بإفريقيا والعالم العربي، إلى أن الأمر يتعلق بدعم لمسار التعاون بين الفضاءات الإفريقية والأمريكو-لاتينية.

ويتمثل نجاح كبير آخر للدبلوماسية البرلمانية المغربية في الدعم القوي للدبلوماسية التقليدية، وهو منح برلمان أمريكا الوسطى (بارلاسين) المغرب صفة “الشريك المتقدم”، تقديرا لدوره الريادي في تعزيز التعاون جنوب-جنوب.

وتم هذا الإعلان في مدينة غواتيمالا من قبل رئيس بارلاسين، دانيال أورتيغا رييس، بمناسبة اجتماع المكتب التنفيذي لهذه المؤسسة التشريعية الإقليمية مع الوفد المغربي برئاسة رئيس مجلس المستشارين.

وأشاد السيد رييس بالدعم الكبير الذي يقدمه المغرب، من خلال مجلس المستشارين لأنشطة البارلاسين، مشددا على أن مكونات برلمان أمريكا الوسطى واعية جدا بالمكانة والموقع المتميز الذي يحظى به المغرب في محيطه الإقليمي والجهوي.

كما يعد مسار تعزيز العلاقات مع برلمانات أمريكا اللاتينية خيارا استراتيجيا بالنسبة للمغرب. ومن الأمثلة على ذلك المنتدى البرلماني لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكاريبي (أفرولاك)، الذي أُحدث في الرباط سنة 2019.

ومن الطبيعي جدا أن المملكة عملت على ضمان تنسيق، من خلال مجلس المستشارين، لمشاركة إفريقيا في قمة رؤساء الاتحادات البرلمانية الجهوية والإقليمية بإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وفي هذا الصدد، نوه رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بكون “المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يظهر باستمرار ريادته في إفريقيا لاسيما في الأوقات العصيبة”.

علاوة على سبل إرساء أسس شراكة متنوعة ومفيدة للطرفين، شكلت المنتديات البرلمانية المنعقدة في بنما إطارا للوفد المغربي، على غرار مختلف المباحثات مع مسؤولين برلمانيين من دول المنطقة، لتعبئة مزيد من الدعم للقضية الوطنية وإبراز التقدم المحرز لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل.

كما يتعلق الأمر بهجوم دبلوماسي جديد لدى دول أمريكا اللاتينية والكاريبي لفضح الانتهاكات والأكاذيب والمزاعم المضللة للجزائر وصنيعتها “البوليساريو” التي تحاول بكل الطرق تشويه الحقائق على أرض الواقع.