حال الجزائر اليوم كحال “تيتانيك” و الفرق أن ركاب السفينة أسلموا الروح إلى بارئها على نغمات المعزوفة الشهيرة “اقرب اليك يا الهي”… و الفرق أيضا أن غرق “تيتانيك” لم يكن بفعل ربانها الذين قاوموا إلى أخر رمق و بشجاعة بطولية من أجل إنقاذ الركاب بعدما ٱرتطمت سفينتهم بجبل الثلج… و الحال أن “تيتانيك” الجزائر ٱصطدم بالكابرانات الذين يبدعون و يتفننون في إذلال شعبهم بعد تصفية ٢٥٠.٠٠٠ مواطن خلال العشرية السوداء…
طوابير لا تنتهي أمام محلات بيع أبسط مواد الإستهلاك من حليب، زيت… حتى لا نتكلم عن نذرة قنينات غاز البوتان في بلد الغاز و البترول… حتى لا نتكلم عن الموز الذي أصبح يباع بسعر الذهب!!
إنها “الجزائر الجديدة” يا سادة… تلك التي وعد بها الرئيس المعين عبد المجيد تبون و الجنرال سعيد شنقريحة… الحاكم الفعلي للجزائر… “بلاد ميكي” كما يسميها الجزائريون أنفسهم…
إنها “القوة الضاربة” في الجهل و الغباء… كيف لعسكر الجزائر أن يتشدق بدفاعه المزعوم عن “حق الشعوب في تقرير مصيرها” في حين أنه يرفض نفس الحق لشعبه المضطهد و المظلوم… يرفض أن يعود لتكناته و يفسح المجال لتأسيس دولة مدنية و ديمقراطية حقيقية.
كيف يسمح المنتظم الدولي بٱستمرار هذه المسرحية و لا يتحرك لإنقاذ شعب ما زال يرزح تحت وطأة دكتاتورية مقيتة؟ صمت المجتمع الأن أصبح مقلقا جدا فهو نوع من التواطؤ حتى لا نقول مشاركة في جريمة ضد شعب ٱعزل “ذنبه” أن عبر و ما زال عن حقه المشروع في الحرية و الديمقراطية…
كفى من النفاق!