في أجواء يملؤها الاعتزاز والإشادة بالفن الأصيل، شهدت فعاليات الدورة الرابعة عشرة من المهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة لحظة وفاء واعتراف، تم خلالها تكريم اثنين من أبرز وجوه التمثيل المغربي: الفنانة سمية اكعبون والممثل ربيع القاطي، تقديرًا لمسيرتهما الفنية الغنية وعطائهما المتواصل .
تُعد سمية اكعبون من الوجوه النسائية اللامعة في الساحة الفنية المغربية.
بدأت مسيرتها منذ سنوات، واستطاعت من خلال أدوارها المتنوعة أن تترك بصمتها في قلوب الجمهور.
تمتاز بحضور قوي على الشاشة وأداء صادق يجمع بين الحس الإنساني العميق والقدرة على تجسيد أدوار مركبة، سواء في الدراما الاجتماعية أو الأعمال التاريخية والكوميدية.
هذا التكريم هو اعتراف مستحق بما قدمته سمية من إضافات نوعية للمشهد الفني المغربي، سواء في السينما أو التلفزيون.
أما الفنان الكبير ربيع القاطي، فهو واحد من الممثلين الذين يؤمنون بأن الفن رسالة قبل أن يكون مهنة.
بدأ مسيرته الفنية منذ سنوات طويلة، وخط لنفسه مسارًا فنيًا راقيا، الذي لا يرضى بأقل من الجودة والاحتراف في كل ما يقدمه.
وفي لحظة مؤثرة خلال حفل التكريم، خصّه الفنان الكبير محمد كغاط بشهادة صادقة قائلاً: ربيع القاطي ممثل كبير، يتقن اللغة الظاظ بشكل متميز، وقد اشتغلت معه في أعمال متعددة٫هو فنان لا يعرف المجاملة في أدائه، بل يعطي لكل دور عمقه ومصداقيته”.
كلمات كبيرة من قامة فنية بقيمة محمد كغاط، زادت من وزن هذا التكريم وأكدت المكانة التي بات يحتلها ربيع القاطي في الوسط الفني.
بدوره، عبّر ربيع القاري عن سعادته بهذا الاعتراف قائلاً: اشكر إدارة المهرجان الدولي المغاربي للفيلم على هذا التكريم الذي أعتبره تكريمًا لكل فنان مغربي اختار الإبداع طريقًا له٫ مدينة وجدة كانت دائمًا حاضنة للفن، وهذا الاحتفاء محفز للمضي قدمًا”.
تأتي هذه المبادرة في إطار توجه المهرجان نحو تكريم الطاقة الإبداعية الوطنية التي ساهمت في رفع راية الفن المغربي داخل وخارج الوطن.
وقد أكد المنظمون أن تكريم فنانين مثل سمية اكعبون وربيع القاطي هو احتفاء بالصدق الفني، وبمن اختاروا أن يكونوا أوفياء للركح والكاميرا.
الدورة الرابعة عشرة من المهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة، تُثبت مرة أخرى أن مدينة الألفية لا تزال منارة للثقافة والفن، وملتقى للمبدعين من المغرب الكبير.
