أخبارمجتمع

صرخة بحّارة الرباط : نعيش التهميش ولم يسأل عنا أحد ـ فيديو

وسط مشاهد الهدوء التي يرسمها نهر أبي رقراق، وبين الرباط وسلا، يوجد عالم آخر يعيش فيه بحّارة القوارب التقليدية الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الناس، عبر وسيلة نقل تاريخية ربطت المدينتين لعقود.

في جولة ميدانية قامت بها جريدة الكوليماتور إلى مارينا الرباط، نقلنا معاناة هؤلاء البحّارة الذين عبّروا عن استيائهم من التهميش وغياب أدنى شروط الكرامة المهنية.

في تصريحات مؤثرة، قال أحد البحارة القدامى:
“كنا نركب الناس من الرباط لسلا بعشرة سنتيمات فقط، واليوم الثمن وصل جوج دراهم ونص يعني ثمن ركزي، ومع ذلك، فالناس مازالين كيركبو وفرحانين، لأن القارب بالنسبة ليهم مشي غير وسيلة نقل، بل جزء من الذاكرة والحنين.”

وأوضح أن هذا القطاع كان في زمن مضى شريانًا حيويًا لحركة السكان، وخاصة قبل ظهور الطاكسيات والطوبيسات وانتشار البنية التحتية الحديثة، حيث كان البحّارة يؤمّنون الربط بين المدينتين بشكل يومي، وبتكلفة رمزية وفي أجواء مليئة بالبساطة والدفء الإنساني.

ويؤكد هؤلاء المهنيون أن مارينا الرباط لا تزال تشكّل متنفسًا للعديد من المواطنين، خصوصًا في فصل الصيف، إذ يقصدها الزوار للترفيه، والراحة، وممارسة الرياضة، لكن ما يُعكّر هذا الجو، حسب تصريحاتهم، هو التدهور الكبير في البنية التحتية، وغياب الإنارة ليلا، وارتفاع منسوب الإهمال.

 

يقول أحدهم:
“نحن نعيش وسط الظلام، لا ضوء في الليل، المكان خطر على الناس، ونحن أول من يتضرر. هذا فضاء سياحي، لكن من دون أبسط الشروط: لا إنارة، لا نظافة، لا مراحيض، ولا حتى إشارات تنظيمية.”

ويضيف آخر:
“نحن نعيش من هذا القطاع، وبه نُعيل أسرنا، نحن لا نطلب المستحيل، فقط التنظيم والاحترام، والاعتراف بنا كمكون مهني واجتماعي له تاريخه في الربط بين المدينتين.”

رغم أن الرباط تعرف بـ”مدينة الأنوار”، إلا أن بحّارة مارينا يجدون أنفسهم محاصرين في الظلام، حرفيًا ومجازيًا، صوتهم، الذي ظل صامتا لسنوات، بدأ يعلو مطالبًا بتنظيم القطاع، وتوفير ظروف عمل كريمة تحفظ كرامتهم، وتعيد الاعتبار لدورهم التاريخي.

اليوم، لم يعد مطلبهم سوى “الضوء والتنظيم”، حتى يواصلوا أداء مهنتهم البسيطة، في صمت، بكرامة، وفي خدمة المواطن والسائح على حد سواء.

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci