أخباردولي

البابا ليون الرابع عشر: وجه جديد للفاتيكان في عصر التواصل الاجتماعي

باريس: زكية لعروسي

في عالم يتغير بوتيرة غير مسبوقة، لم يعد من الممكن تجاهل تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على مختلف جوانب الحياة، حتى تلك المرتبطة بالدين والروحانيات. البابا ليون الرابع عشر، خليفة القديس بطرس الجديد، يبدو مدركا تماما لهذا التحول. فهو لم ينتظر طويلا بعد انتخابه ليدخل رسميا إلى ساحة التواصل الرقمي، حيث فعّل حساب @Pontifex على منصة X (تويتر سابقا) وأطلق حسابه الرسمي على إنستغرام تحت الاسم @Pontifex – Pope Leo XIV.

 

 

إنه بابا متحضر في زمن متسارع. ليون الرابع عشر ليس فقط رمزا دينيا، بل يبدو أيضا كرجل حوار وحداثة، يفهم كيف يفكر الشباب وأين يتواجدون. بخطوته الجريئة نحو إنستغرام، المنصة المفضلة لجيل الألفية وجيل Z، يرسل رسالة واضحة: “الفاتيكان معكم، ويتحدث لغتكم.” وهو بذلك يسير على خطى البابا فرنسيس الذي أدرك منذ سنوات أهمية الحضور الرقمي، ولكن يبدو أن ليون يذهب أبعد، بحيوية وجرأة أكبر في استخدام المنصات لإيصال رسالته.

منبر عالمي جديد للكنيسة

ما يميز البابا ليون الرابع عشر هو أنه ليس جديدا على عالم التواصل الرقمي. فقبل انتخابه، كان روبرت فرانسيس بريفوست يغرد بانتظام من حسابه الشخصي، معبرا عن مواقفه بصراحة، لا سيما في قضايا سياسية واجتماعية مثل الهجرة والعدالة. هذا التاريخ الرقمي قد يفتح الباب أمام باباوية أكثر انخراطا في النقاشات العالمية، وأكثر استعدادا لمخاطبة الجماهير مباشرة دون وسطاء.

فهل يشهد الفاتيكان تحوّلا في القضايا الشائكة؟

رغم أن الكنيسة الكاثوليكية لا تزال متمسكة بمواقف تقليدية في مواضيع مثل زواج الكهنة أو دور المرأة في الكنيسة، إلا أن البابا ليون الرابع عشر يبدو كرجل قادر على الاستماع وفتح الحوار. تواصله مع الملايين على إنستغرام وتويتر ليس مجرد دعاية، بل ربما محاولة للوصول إلى قلوب المؤمنين والمشككين على حد سواء، وخصوصا الشباب الذين ابتعد كثيرون منهم عن الكنيسة.

البابا الجديد لا يحمل فقط إسما جديدا، بل يحمل أيضا روحا جديدة تبدو متناغمة مع تحديات العصر الرقمي. هو بابا يعرف أن التأثير لا يتم فقط من على شرفة كنيسة القديس بطرس، بل من خلال قصة مؤثرة على إنستغرام أو تغريدة تحدث فرقا. وبينما يبقى الأمل معقودا على إصلاحات حقيقية داخل الكنيسة، تبقى خطوته نحو العالم الرقمي بداية مشجعة لرجل يبدو عازما على أن يكون بابا القلوب، لا العقول فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci