
ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الرباط، كان الموعد مع لحظة ثقافية متميزة، حيث وقّعت الإعلامية والكاتبة المغربية أسمهان عمور إصدارها الجديد الموسوم بـ”نكاية في الألم”، وهو عمل أدبي يمثل ثمرة تجربة إنسانية ومهنية عميقة، ومرآة لتأملات شخصية في دروب الحياة ومعانيها.
الكتاب لا يأتي فقط بوصفه إبداعًا أدبيًا، بل يُجسّد كذلك مسارًا من النضال الثقافي والإعلامي، الذي خاضته عمور على مدى عقود من العطاء الصادق، خدمة للثقافة الجادة والملتزمة، وإيمانًا منها بدور الكلمة في مقاومة التفاهة والسطحية، وفي إعادة الاعتبار للمعنى في زمن يتآكل فيه المعنى.
“نكاية في الألم” هو في حد ذاته نكاية في الصمت، في النسيان، وفي الانكسار، إذ استطاعت عمور أن تحوّل الألم إلى طاقة تأملية راقية، وإلى نصوص تحاور القارئ بلغة مفعمة بالحس الإنساني والنبض الصادق.
كما تشهد الصفحات على رصيد مهني غني، راكمته الكاتبة والإعلامية خلال سنوات من العمل الإعلامي الراقي، عبر برامج كرّست حضور رموز ثقافية مغربية مشرقة، وأسهمت في ترسيخ ذائقة فكرية وجمالية لدى المستمع المغربي.
في هذا التوقيع، لم تحتفِ أسمهان عمور بكتابها فقط، بل احتفت بذاتها كصوت نسائي ظل وفيًّا للثقافة والإعلام، وسط أجيال من الصحافيين والمبدعين الذين آمنوا بدور الكلمة الحرة، وسعوا إلى بناء مشهد ثقافي صلب، يقاوم التفاهة ويعيد تشكيل الوعي.
إن توقيع “نكاية في الألم” في المعرض الدولي للكتاب ليس مجرد حدث ثقافي، بل لحظة رمزية تُوَثّق لانتصار الكتابة الصادقة، واعتراف مستحق بمسار إعلامية ومثقفة حفرت اسمها بهدوء، وأثبتت أن الأناة والاجتهاد والصبر يمكن أن يُثمروا أدبًا يحفر أثره في ذاكرة القراء.