الجزائر و«شراء السروج قبل شراء الخيل».. تقرير دولي يرجح كفة «ميزان القوة»» لصالح المغرب

 

 

 

بقلم: زكية لعروسي

في عالم تحكمه المصالح وتُرسم حدوده بميزان القوة، يبرز المغرب كصخرة صلبة أمام رياح التهديدات الإقليمية، ثابتا أمام التصعيد الجزائري الذي لا يتجاوز كونه استعراضا للخواء. فبينما تغرق الجزائر في سباق تسلح عشوائي أشبه بـ”شراء السروج قبل شراء الخيل”، يمضي المغرب بخطوات مدروسة نحو التفوق الاستراتيجي، معتمدا على رؤية واضحة لا تقتصر على الكم، بل ترتكز على الكيف، التحديث، والتحالفات الذكية.

هذا ما أكدته أحدث التقارير الدولية المتخصصة في مجال التسلح.

في عالم التسلح، لا تحسب القوة بعدد الدبابات والطائرات، بل بمدى تطور العتاد، تكامل الأنظمة، ونجاعة التكتيكات العسكرية. الجزائر، رغم تضخم جيشها عدديا، تعتمد على ترسانة تقليدية أغلبها مستورد من روسيا، بينما اختار المغرب نهجا مختلفا، معتمدًا على الأسلحة الذكية والتكنولوجيا المتطورة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بالإضافة إلى صناعة عسكرية محلية متنامية. وصدق المثل القائل: “ما أكثر العدد وما أقل الزبد!”

فمن الطائرات المسيّرة الدقيقة إلى منظومات الدفاع الجوي الحديثة، ومن تحديث القوات البحرية إلى تطوير قدرات الحرب الإلكترونية، يثبت المغرب يوما بعد يوم أنه لا يسعى لمجاراة الجزائر في “التضخم العددي”، بل يعمل على امتلاك قوة ضاربة تواكب أحدث المعايير العالمية. فالتاريخ العسكري علمنا أن “السيف الباتر يغني عن ألف خشبة مهترئة”، وهذا بالضبط ما يطبقه المغرب.

إن سياسة المغرب لا تقوم فقط على الردع العسكري، بل تمتد إلى بناء قوة اقتصادية ودبلوماسية متينة. الحرب تُخاض بالعقل قبل السلاح، فبينما ينشغل النظام الجزائري بمحاولة استعراض عضلات واهية، يعمل المغرب على توسيع نفوذه في القارة الإفريقية، تقوية شراكاته مع أوروبا والخليج، وتأمين مكانة دولية تجعله شريكا لا غنى عنه في معادلات الأمن والطاقة والاستثمار. وكما يقول المغاربة: “من لم يَبْنِ داره، لن يحمي جداره!”

المغرب لم يكتف فقط بتطوير جيشه، بل عزز موقعه كفاعل استراتيجي في محيطه الإقليمي والدولي. فبفضل استثماراته الذكية، شبكاته الدبلوماسية، وسياساته المتزنة، أصبح رقما صعبا لا يمكن تجاوزه. أما الدولة الضاربة في الفراغ، فحتى بأموال الغاز، تبدو كما وصفها أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: “عملاق على رمال متحركة”.

التاريخ لا يرحم، والمغرب لم يكن يوما دولة تنتظر أن يحدد الآخرون مصيرها، او تساوم على أمنها. فكما انتصر في معارك التاريخ، فهو اليوم أكثر استعدادا لفرض معادلاته، مدركا أن “الأسد لا ينشغل بنباح الكلاب”. الحروب لا تكسب بالصراخ والتصريحات العدائية، بل بالإرادة، التخطيط، والتفوق النوعي، وهو ما يدركه المغرب جيدا.

يبقى المغرب راسخا بثوابته، قويا بجبهته الداخلية، عصيا على الاستفزازات، مستعدا لكل السيناريوهات. أما الجار المهزوز بديبلوماسية بوهزاز، فسيبقى حبيس أوهامه، يدور في حلقة مفرغة من التصعيد اللفظي والتسلح العبثي. وكما يقول المثل المغربي: “الطبل يصوّت والجلد خاوي!”