فيديو ـ فرحات مهني يصرح ان الجزائر متورطة في هجمات إرهابية بفرنسا

بقلم: زكية لعروسي

أشعل الزعيم القبائلي فرحات مهني جدلا واسعا بعد تصريحاته النارية التي اتهم فيها أجهزة المخابرات الجزائرية بالوقوف وراء بعض الهجمات الإرهابية التي استهدفت فرنسا في العقود الماضية. هذه الاتهامات، التي أطلقها خلال مقابلة مع Sud Radio، تسلط الضوء على علاقة معقدة ومثيرة للجدل بين باريس والجزائر، في ظل توترات سياسية وأمنية متصاعدة.

أكد فرحات مهني أن الاستخبارات الجزائرية نجحت في اختراق النظام الفرنسي إلى درجة القدرة على تنفيذ عمليات إرهابية على الأراضي الفرنسية. وعندما سئل عن مدى صحة هذه المزاعم، ردّ بحزم: “نعم”، مشيرا إلى أن هذه العمليات ليست وليدة اليوم، بل تعود جذورها إلى تسعينيات القرن الماضي، عندما ضربت فرنسا سلسلة من الهجمات الدامية. فهل كان للجزائر يد في هجمات التسعينيات؟

واحدة من أبرز العمليات التي أثارت الجدل هي تفجير محطة مترو سان ميشيل في باريس عام 1995، الذي أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 150 آخرين. وقد تبنى الهجوم حينها الجماعة الإسلامية المسلحة (GIA)، وهي منظمة إسلامية  مسلحة كانت في صراع دموي مع النظام الجزائري. إلا أن بعض المحللين، ومن بينهم فرحات مهني، يعتقدون أن النظام الجزائري ربما استغل هذه الجماعات أو حتى وجهها بشكل غير مباشر لإرسال رسائل سياسية إلى فرنسا. وبهذا يجعل فرحات مهني الجزائر في قفص الاتهام

تأتي التصريحات الأخيرة لمهني بعد هجوم مولوز الإرهابي، الذي وقع قبل أيام وأودى بحياة رجل طعنا على يد إرهابي جزائري الأصل. ورغم أن مهني لا يربط مباشرة هذا الهجوم بالمخابرات الجزائرية، إلا أنه يتهم الجزائر بالتواطؤ غير المباشر، من خلال رفضها المتكرر لاستعادة المهاجم رغم صدور قرارات طرده من فرنسا. فلماذا قد تسعى الجزائر إلى زعزعة الاستقرار في فرنسا؟

وفقا لفرحات مهني، فإن النظام الجزائري يعتمد سياسة “التخويف والابتزاز” تجاه فرنسا، مستغلا ورقة الإرهاب لتحقيق مكاسب سياسية. فمن خلال ترك بعض الإرهابيين يتصرفون بحرية في فرنسا أو حتى التواطؤ معهم، تستطيع الجزائر الضغط على باريس في قضايا مثل:

-ملف الذاكرة الاستعمارية، حيث يطالب الجزائريون باعتراف فرنسي أوسع بجرائم الحقبة الاستعمارية.

-العلاقات الاقتصادية والغاز، حيث تمتلك الجزائر موارد طاقوية استراتيجية لأوروبا.

-الحراك القبائلي، إذ تسعى الجزائر لإسكات الأصوات المطالبة بالاستقلال، مثل حركة ماك (MAK) التي أسسها مهني.

فرنسا بين الصمت والمواجهة

حتى الآن، لم تصدر السلطات الفرنسية أي تعليق رسمي على تصريحات مهني، لكن هذه المزاعم تحرج باريس، التي تحاول الموازنة بين الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع الجزائر وبين التعامل مع التهديدات الإرهابية على أراضيها.

لكن في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستكشف فرنسا الحقيقة حول دور الجزائر في هذه الهجمات، أم أن المصالح السياسية ستفرض التعتيم على هذه القضية الحساسة؟