التزام المغرب بإفريقيا هو التزام بالأفعال لا بالشعارات الجوفاء… رسائل ناصر بوريطة لل«عالم الٱخر»

بقلم: زكية لعروسي

 

في مشهد دولي تتلاطم فيه الشعارات الجوفاء والوعود الزائفة، يبرز المغرب كنموذج فريد من نوعه في التزامه الصادق تجاه إفريقيا، ليس بالكلام، بل بالأفعال. وفي هذا الإطار، جاء خطاب السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أمام الدورة الثانية للمنتدى البرلماني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية، ليحمل رسائل واضحة للعالم: المغرب يصنع الفارق، بينما يكتفي الآخرون بالتصريحات الرنانة. ففي زمن كثرت فيه “الهدرة بلا فايدة”، يظل المغرب نموذجا فريدا في التزامه تجاه إفريقيا، ليس بالشعارات الجوفاء، بل “خدّام وساكت”، وأن “المغرب ما كيهضرش بزاف، ولكن وقت الفعل كيبان الفرق”.

أكد السيد بوريطة أن المغرب يؤمن بإفريقيا، بقدراتها، وبمستقبلها، وهو ما يميزه عن أولئك الذين ينظرون إلى القارة بعين التشاؤم أو بمنطق الوصاية. فبينما يروج البعض لحلول سطحية وسريعة، يدرك المغرب أن النهوض بإفريقيا يتطلب استراتيجيات مستدامة، حتى وإن كانت طويلة الأمد وصعبة التنفيذ. هذا هو الفرق الجوهري بين من يعمل بإخلاص ومن يبيع الأوهام. فالمغرب يؤمن بإفريقيا، ليس من باب المصلحة الضيقة، بل “حيت الدم ما كا يتحولش لما”.

فبينما يروج البعض لحلول سهلة، يدرك المغرب أن “اللّي باغي العسل خاصو يصبر لقريص النحل”، وأن التنمية الحقيقية تحتاج لاستراتيجيات بعيدة المدى، وليس مجرد وعود فارغة. إفريقيا ليست ساحة للمتاجرة السياسية، إذ رفض الوزير المغربي منطق الانتهازية السياسية الذي تمارسه بعض الأطراف الدولية، حيث تسعى بعض القيادات الزائفة إلى فرض نفسها وصية على إفريقيا، متناسية أن دول القارة ليست بحاجة لمن يلقنها الدروس، بل لشركاء يؤمنون بإمكاناتها ويساعدونها على تحقيق تطلعاتها. وهنا، تبرز السياسة الإفريقية للمغرب كمشروع متكامل قائم على التفاؤل والعمل الجاد، بعيدا عن منطق الاستغلال “الرجال بالمواقف”.

فقد أشار السيد بوريطة إلى أن إفريقيا اليوم ليست كما كانت بالأمس”ما كاينش اللي يقدر يدرق الشمس بالغربال” والمغرب لا يقبل أن تعامل كقارة تابعة. كما أنه يرفض القيادات الزائفة التي تحاول الاستفادة من خيرات القارة بينما لا تقدم لها إلا الوعود. “اللّي فيه الفز كيقفز”، والمغرب عارف أش كيدير بلا حاجة للخطابات المزوقة”.

اكد السيد بوريطة أن التزام المغرب بإفريقيا هو التزام بالأفعال لا بالكلام. فمن المشاريع الاقتصادية الكبرى إلى المبادرات الإنسانية والتعاون الأمني، يضع المغرب بصمته في مختلف المجالات داخل القارة، إيمانا منه بأن الاندماج الإفريقي الحقيقي لا يتحقق بالشعارات الفارغة، بل بالتعاون المثمر. فإفريقيا ليست للبيع.. والمغرب “واخّا الطريق صعيبة، ما كيرجعش اللور”

إن الفرق بين المغرب والآخرين “ماشي بالهدرة، ولكن بالجد والعمل” في الوقت الذي تكثر فيه الوعود والشعارات، يظل المغرب متمسكا بمنطق “خدّام وراسو مرفوع”. فالمغرب لا يكتفي بالكلام، بل ينجز مشاريع حقيقية على أرض الواقع، لأن “الناس كتشوف اليدين ماشي غير اللسان”. فبفضل استثماراته الكبيرة، ومبادراته التنموية، والتزامه الحقيقي، يقدم المغرب نموذجا إفريقيا ناجحا، بعيدا عن الحسابات الضيقة.

لم يكن خطاب السيد ناصر بوريطة موجها فقط إلى الحضور في المنتدى، بل كان رسالة واضحة إلى “العالم الآخر”، ذلك العالم الذي لا يزال يراهن على هيمنته السياسية والاقتصادية على إفريقيا، متجاهلا أن الزمن تغير وأن إفريقيا الأمس ليست هي إفريقيا اليوم، والمغرب لا يقبل أن تُعامل إفريقيا كطرف تابع، ولا يرضى إلا أن تكون القارة شريكا كامل السيادة في صنع القرار الدولي.إفريقيا قارة عندها قيمتها، والمغرب كدولة إفريقية عارف راسو مزيان. لا يقبل أن يكون تابعا ولا يسمح لأحد أن يقلل من مكانة القارة. “المغرب واقف على رجليه، واللّي ما عجبوش الحال يشرب البحر”.

هكذا كانت رسالة بوريطة للعالم واضحة : “ما تحسب المغرب بحال شي واحد آخر”. فالمغرب يقود، والبقية تتحدث. مغرب الاسود يواصل بقيادة جلالة الملك محمد السادس، تقديم نموذج إفريقي متفرد، يعتمد على الاستثمار في الإنسان والمشاريع التنموية الحقيقية، بينما يكتفي آخرون ببيع سكوك الاوهام “الكلام علي والمعنى على جاري”، هناك من ينجز. والمغرب، بلا شك، في صفوف الفاعلين الحقيقيين في نهضة إفريقيا “الميدان ماشي في اللسان”، المغرب يساهم في قيادة القارة نحو المستقبل، بينما يظل الآخرون ” يبلبلون” ويكثرون الكلام “بحال الطبل، من برا رنان ومن الداخل خاوي”.