سوريا.. جبهة الإنقاذ الوطني تدعو الرئيس الجديد أحمد الشرع للإعتراف بمغربية الصحراء

بقلم: زكية لعروسي

في خطوة تاريخية تعكس الوعي العميق بالتحولات الجيوسياسية في المنطقة، تبرز جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا بدعوتها الصادقة والراسخة للرئيس السوري الجديد السيد أحمد الشرع للإعتراف بسيادة المملكة المغربية على الصحراء. يأتي هذا الموقف تأكيدا على رغبة سوريا في بناء علاقات جديدة تقوم على أسس الأخوة العربية، والاحترام المتبادل، مستندة إلى المواقف الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، الذي لطالما سعى لتعزيز الروابط بين الدول العربية بأسلوب دبلوماسي متوازن وبعيد المدى.

منذ سقوط النظام السوري السابق، الذي فرض علاقات متوترة بين سوريا والمغرب بسبب تحالفه مع جبهة البوليساريو، تشهد سوريا تحولات سياسية كبيرة في سعيها لبناء دولة مدنية حديثة. جبهة الإنقاذ الوطني، التي لطالما دعت إلى إنهاء الصراعات الداخلية وإصلاح العلاقات العربية، تتخذ اليوم خطوة جريئة لتعزيز العلاقة مع المملكة المغربية، وتنطلق من مبدأ “العقل في الرأس”، كما يقال في الأمثال العربية، لتعكس حكمة تحركاتها في المرحلة الانتقالية.

الوثيقة التي أصدرتها جبهة الإنقاذ، والتي تشمل دعما كاملا لموقف المغرب من قضية الصحراء، تجسد الموقف التاريخي الذي تعكسه العلاقات السياسية الجديدة بين البلدين. كما تسلط الوثيقة الضوء على عدة نقاط محورية تبرهن على استشراف المستقبل وتعزيز التعاون المشترك:

-دور دول الخليج في المرحلة الانتقالية :

تشيد الوثيقة بالدور البارز الذي لعبته دول الخليج، وخصوصاً السعودية والإمارات، في دعم سوريا في هذه المرحلة الصعبة. زيارة أحمد الشرع، رئيس الدولة السورية الانتقالية، إلى الرياض وأنقرة كانت خطوة تاريخية نحو بناء علاقات جديدة تتسم بالتعاون البناء.

-موقف المملكة المغربية:

عبر جلالة الملك محمد السادس عن دعمه المستمر للشعب السوري، مؤكداً ثبات الموقف المغربي المساند لسوريا الجديدة. الملك محمد السادس، كما هو معروف لدى الجميع، يتمتع بعيون الصقر في فهمه للواقع الجيوسياسي، حيث يشهد على مواقفه الرصينة والهادئة التي تجسد فهماً عميقاً لحاجات المنطقة.

-دعوة دمشق للاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء:

تطالب جبهة الإنقاذ السلطة السورية الجديدة باتخاذ خطوات جريئة للاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، وقطع العلاقة مع جبهة البوليساريو، التي كانت مصدر التوتر بين البلدين. ويؤكد ذلك أهمية إعادة بناء علاقات دبلوماسية صحية، مبنية على أسس من التعاون والاحترام المتبادل.

-فتح مكتب قنصلي في مدينة العيون:

خطوة جريئة تمثل دعماً مباشراً للاعتراف الرسمي بالسيادة المغربية على الصحراء، حيث تدعو جبهة الإنقاذ إلى فتح مكتب قنصلي في مدينة العيون في المغرب.

-الاستفادة من الخبرات المغربية: تشير الوثيقة إلى أهمية استفادة سوريا من التجربة المغربية في إعادة بناء الدولة، لا سيما في مجالات الإعمار والسياسة الداخلية. التجربة المغربية في الإصلاح السياسي والإداري، والتي أطلقها الملك محمد السادس، يمكن أن تكون مثالاً يحتذى به في العملية الانتقالية السورية.

إن هذا الموقف لم يأت من فراغ، بل يعكس فهما عميقا للتحولات الجيوسياسية في المنطقة، ويؤكد أهمية تصحيح الأخطاء الدبلوماسية التي ارتكبها النظام البائد بحق العلاقات السورية-المغربية. فقد كانت العلاقات الثنائية بين البلدين متوترة نتيجة تحالف النظام السابق مع جبهة البوليساريو، وهو موقف ترفضه جبهة الإنقاذ رفضاً قاطعاً.

تدعو الجبهة اليوم القيادة السورية الجديدة إلى اتخاذ خطوات جريئة ومباشرة للاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، وفتح مكتب قنصلي في مدينة العيون كإشارة واضحة إلى هذا الاعتراف. لا يمكن إنكار أهمية هذه الخطوة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين سوريا والمغرب، وفتح آفاق جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي.وفي الوقت الذي تشهد فيه سوريا مرحلة إعادة بناء مؤسساتها، تدعو جبهة الإنقاذ إلى الاستفادة من الخبرات المغربية، خاصة في مجالات إعادة الإعمار والنهوض بالاقتصاد. التجربة المغربية الغنية في الإصلاح السياسي والإداري قد تكون نموذجا يحتذى به في سوريا الجديدة.

إن العلاقات السورية-المغربية، التي شهدت تدهورا في فترة النظام السابق، تشهد اليوم صفحة جديدة. هذه العلاقات، التي تجسدها الحكمة السياسية لجلالة الملك محمد السادس، تمثل نموذجا للديبلوماسية الهادئة والبعيدة المدى التي تتسم بالاستراتيجيات المدروسة و”عيون الصقر” التي تراقب كل خطوة في المسار السياسي.

إن مواقف صاحب الجلالة الثابتة محمد السادس -نصره الله- من دعم الشعب السوري، تمثل نموذجا للديبلوماسية الهادئة والرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى. قرار المغرب السابق بإغلاق السفارة السورية كان خطوة صائبة في لحظتها، واليوم، ومع عودة سوريا إلى محيطها العربي، حان الوقت لتصحيح المسار وتعزيز العلاقات

من التأكيد على أن هذه الخطوات الجريئة ليست فقط في مصلحة سوريا والمغرب، بل في مصلحة الأمة العربية ككل. الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء ليس مجرد موقف سياسي، بل هو خطوة نحو بناء مستقبل عربي مشترك يقوم على الوحدة والتضامن والاحترام المتبادل.