أثارت تصريحات الرئيس الجزائري المعيّن، عبد المجيد تبون، حول إمكانية إرسال الجيش إلى غزة جدلاً واسعاً، حيث تباينت التفسيرات بشأن طبيعة المهمة المقررة، مما جعل وسائل الإعلام الجزائرية تتهم جهات معادية بتحريفها.
وسارعت وسائل الإعلام الجزائرية إلى نفي تصريحات تبون بعد أن أحدثت جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد تداولها الناشطون بكثافة، ما بين المؤيدين للخطوة والمستغربين من استخدامها كدعاية انتخابية، وكذلك الساخرين من التصريحات التي اعتبروها غير منطقية.
وقد أدلى تبون بتصريح خلال تجمع انتخابي في محافظة قسنطينة، حيث قال: “نقسم بالله، لو يُسهل لنا فتح الحدود بين مصر وغزة، لدينا استعداد كامل.” وأضاف أنه في حال فتح الحدود، فإن الجيش الجزائري جاهز لدخول غزة لبناء ثلاثة مستشفيات خلال عشرين يوماً، وإرسال مئات الأطباء إلى القطاع، والمساعدة في إعادة بناء ما دُمّر.
لكن التصريحات التي أثارت حرج السلطة دفعت صحيفة “الخبر” المقربة من النظام إلى اتهام جهات بتحريف التصريحات، مشيرة إلى أن البعض فهمها بشكل مغلوط. في المقابل، استقبل بعض التعليقات التصريحات بالترحيب واعتبرها “بطولة غير مسبوقة”، بينما وصفها آخرون بالشعبوية وسخروا منها، مشيرين إلى التناقض بين تصريحات تبون والواقع في الجزائر.
رئيس الجزائر “تبون” يقول : الجيش الجزائري جاهز للذهاب الى فلسطين وننتظر فقط مصر تفتح لنا الحدود
هذا الساقط على من يضحك؟!
فهو يدعم بشار الاسد قاتل اهل سوريا و يريد انقاذ اهل فلسطين ؟! pic.twitter.com/eFFADzGFfL
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) August 18, 2024
انتقد البعض تصريحات تبون باعتبارها غير واقعية، حيث قال أحد المعلقين إن الجيش الجزائري غير قادر على بناء مستشفيات حتى في بلاده، مشيراً إلى الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة للجزائر لمكافحة كوفيد-19. وعبرت تعليقات أخرى عن استنكارها لمحاولة استخدام القضية الفلسطينية لأغراض انتخابية، مذكّرة بوجود معوقات حقيقية تحول دون فتح المعابر بشكل فعال.
وفي خضم هذه الفوضى الإعلامية، حاولت الصحيفة “الخبر” تبرير تصريحات تبون، معتبرة أنها تعرضت لتحريف مقصود، وتزعم أن ما نُشر حول إرسال قوات جزائرية إلى غزة هو محض خيال. كما وجهت انتقادات لمن يتهمون الجزائر بالتدخل في الشؤون المصرية، مشيرة إلى أن تصريحات تبون قد تُفسر بشكل خاطئ وتؤثر على العلاقات بين البلدين.
توضح هذه الحادثة تأثير القضية الفلسطينية على العملية الانتخابية الجزائرية وتبرز مدى تعقيد التفسيرات والتأويلات التي يمكن أن تترتب على تصريحات المسؤولين.