إكرام الخيصي أخصائية نفسية لـ” الكوليماتور” ضغوط العطلة الصيفية تتجاوز المتعة والراحة و تحذر من تأثيراتها السلبية

لم تعد العطلة الصيفية كما كانت في السابق فترة للاسترخاء والمتعة ولقاء الأقارب، بل أصبحت اليوم مصدرًا للضغط النفسي والمادي والاجتماعي على الأسر. فقد كانت العطلة تُعتبر فرصة لتجديد العلاقات الاجتماعية وقضاء أوقات ممتعة، أما الآن فقد تحولت إلى عبء ثقيل يتطلب جهدًا كبيرًا من الأسر لتدبيره.

في حديث هاتفي، أوضحت الأخصائية النفسية إكرام الخيصي لجريدة “الكوليماتور” أن العلاقات الاجتماعية خلال فترة العطلة فقدت قيمتها، حيث أصبحت تقتصر على اللقاءات المتكلفة والمحدودة.

وأضافت أن الأسر تقضي وقتًا قصيرًا جدًا مع بعضها البعض، على الرغم من أن الأبوين لا يكون لديهم انشغالات كبيرة خلال هذه الفترة.

وأشارت إكرام الخيصي إلى أن الآباء يعبرون عن استيائهم من التكاليف المرتفعة التي تتطلبها العطلة، حيث باتت الزيارات العائلية مجرد تأدية واجب دون أن تؤدي وظيفتها التقليدية في تخفيف الضغوط النفسية وإعادة بناء علاقات المحبة، مما أدى إلى ضياع فرصة الاستفادة من العطلة لتجديد الطاقة وبناء علاقات اجتماعية قوية.

وفي هذا السياق، حذرت الأخصائية النفسية الآباء من التعبير عن تذمرهم أمام أطفالهم، لأن ذلك قد يخلق لديهم انطباعًا سلبيًا تجاه العطلات، مما قد يدفعهم إلى سلوكيات غير صحية للتعامل مع الضغوط النفسية. وأكدت أن الموارد المالية ليست العامل الوحيد المؤثر، إذ أن بعض الأسر تفضل قضاء الوقت أمام الأجهزة الإلكترونية بدلاً من الاستمتاع بالوقت ضمن الأسرة، حتى وإن كانت لديها الموارد المالية الكافية.

من جانب آخر، ذكرت الأخصائية أن الأطفال يواجهون صعوبة في العودة إلى النوم المبكر خلال العطلة، مما يؤثر سلبًا على مهاراتهم وتركيزهم في الدراسة.

وشددت على أهمية العودة إلى نظام النوم المنتظم بعد انتهاء العطلة لضمان تحصيل دراسي جيد وتجنب التأثير السلبي على وظائفهم المعرفية.

ودعت إكرام إلى ضرورة مراقبة استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك تحديد الوقت والمحتوى الذي يتعرضون له، وتطبيق نظام نوم مضبوط، حيث هذه الخطوات ستساعد في تجنب السهر المفرط وضمان العودة إلى الروتين اليومي بشكل سلس بعد العطلة.

وأشارت الأخصائية النفسية اكرام الخيصي إلى أن المواقع الإلكترونية تلعب دورًا كبيرًا في توجيه الأطفال حاليًا، مما يستدعي مراقبتهم بشكل مستمر لتفادي المخاطر والاضطرابات السلوكية التي قد تنتج عن الاستخدام المفرط.

كما نبهت إلى أن الدراسات أظهرت أن الاستخدام المفرط للشاشات الإلكترونية يمكن أن يؤثر سلبًا على النمو الطبيعي ويؤدي إلى تغييرات عصبية في الدماغ.