في إطار جهود التنمية العمرانية بمدينة سلا، شرعت السلطات المحلية في هدم محلات الفخار بمنطقة الولجة، والتي تقع في محيط برج محمد السادس.
يشمل هذا القرار نزع ملكية أراضٍ شاسعة تزيد عن 70 ألف متر مربع، تضم مركبا شهيرا للفخار وبعض المصانع.
يأتي هذا الإجراء كجزء من مشروع أوسع لإعادة تهيئة المنطقة المحيطة بالبرج، والتي قاربت أشغالها على الانتهاء، وهو ما أثار استياء الحرفيين الذين يعتبرون هذا الموروث الثقافي جزءا أساسيا من حياتهم ومصدر رزقهم.
تسعى السلطات المحلية من خلال هذا المشروع إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز جاذبية المنطقة المحيطة ببرج محمد السادس، الذي يعد رمزًا للتطور الحضري في المدينة.
ومع ذلك، فإن عملية هدم محلات الفخار قد أثرت بشكل كبير على الحرفيين ، في تصريح لـ “الكوليماتور”، عبّر الحرفي العبسي مصطفى، عن أسفه للمعاناة التي يمر بها الحرفيون، حيث يتعرضون للتهجير دون تلقي البعض الدعم الكافي.
وقد أوضح أن العديد منهم لم يستفيدوا من تعويضات مناسبة، مما يهدد باندثار مهنة الفخار التي تُعد جزءًا من التراث الثقافي المغربي.
كما أشار إلى أن بعض الحرفيين يدعمون أسرًا كبيرة، مما يزيد من تأثير القرار السلبي على حياتهم اليومية.
بينما تتقدم مدينة سلا بخطى ثابتة نحو التطوير العمراني، يظل من الضروري تحقيق توازن بين الابتكار العمراني والحفاظ على التراث الثقافي، كما يجب أن يتمتع الحرفيون الذين يتعرضون لتأثيرات هذا القرار بالدعم والتعويضات المناسبة، لضمان عدم فقدان الموروث الثقافي الفريد الذي يمثلونه.
إن احترام التراث وإيجاد حلول مستدامة تكفل رفاهية جميع الأطراف المعنية هو ما يضمن نجاح المشاريع التنموية دون المساس بقيم وموروثات المجتمع.