تتنامى الشكوك والتساؤلات حول الصمت الغريب الذي يلف الإعلام الجزائري فيما يتعلق بتحسن العلاقات بين المغرب وفرنسا. يتضح هذا التحسن بشكل واضح من خلال تعبير فرنسا عن استعدادها لدعم المغرب في قضية الصحراء والاستثمار فيها، مما أثار مخاوف وتساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الدولة الجزائرية وفرنسا.
باريس تلجأ إلى الرياضيين القدماء وتلبي دعوة الملك محمد السادس للاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، مما يعتبر خطوة هامة نحو تحسين العلاقات بين البلدين.
وعلى الرغم من أن هذا الاعتراف يبدو أنه يحمل رسائل إيجابية، إلا أنه لم يحظ بقبول الجزائر التي تستعد لزيارة رئيسها إلى فرنسا قريبًا.
تواجه الجزائر صعوبة في التأثير على العلاقات الفرنسية المغربية نظرًا لمصالحها الخاصة، ولا تستطيع تحميل باريس أي عبء دبلوماسي جديد، خاصة مع توجه فرنسا نحو الاعتراف الكامل بالصحراء المغربية.
وفي ظل هذه التطورات، تسعى الصحافة الجزائرية إلى ممارسة الضغط من خلال تسليط الضوء على التقارب بين المغرب وفرنسا وتبني مواقف تنبغي للجزائر بشأن الصحراء. وترى الصحافة الجزائرية في التصريحات الفرنسية الأخيرة عن دعم المغرب في تنمية الصحراء محاولة لابتزاز سياسي.
في الثامن من أبريل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي عن جاهزية بلاده لدعم المغرب في جهوده لتنمية الصحراء. هذه التصريحات أثارت تفسيرات متعددة، قد تمثل تحولاً نسبياً لصالح الرواية المغربية المستندة إلى مقترح الحكم الذاتي، مع تشكيل قطيعة جزئية في الموقف الفرنسي تجاه الصراع الدائر في المنطقة منذ نصف قرن. هكذا علقت وسائل الإعلام الجزائرية “الخبر”.
هذه التطورات قد تكون عائقًا أمام عودة العلاقات بين باريس والجزائر إلى طبيعتها السابقة، خاصة مع استمرار التوترات والمشاحنات بين البلدين، مما يترك الجزائر في موقف صعب يجب عليها التعامل معه بحكمة.